وقع قصف شاربورغ في 25 يونيو 1944 خلال الحرب العالمية الثانية عندما هاجمت سفن من البحرية الأمريكية والبحرية الملكية البريطانية التحصينات الألمانية في مدينة شاروبورغ الفرنسية، وفي المناطق القريبة منها، دعمًا لوحدات الجيش الأمريكي التي كانت منخرطة في معركة شاربورغ. دخلت القوات البحرية التابعة للحلفاء في سلسلة من المعارك مع سلاح المدفعية الألماني الساحلي وقدمت إسنادًا قريبًا لقوات المشاة أثناء قتالهم للسيطرة على المدينة. في بادئ الأمر، كان من المقرر أن يستمر القصف لساعتين فقط، لكنه مدد ساعة إضافية لدعم وحدات الجيش التي تحاول اقتحام شوارع مدينة شاربورغ. بعد القصف، استمرت المقاومة الألمانية للاجتياح حتى نهار 29 يونيو، وذلك عندما تمكن الحلفاء من السيطرة على الميناء. استمرت بعدها عملية تطهير الميناء، وتجهيزه للاستخدام، عدة أسابيع.
عقب إنزال نورماندي، وبعد تمكن الحلفاء من تأمين موقع بجانب الميناء لتغطية اقتحام قواتهم مدينة شاربورغ، تبنى الألمان إستراتيجية تجميع قوات الحلفاء في نورماندي ومنعهم من الوصول إلى أقرب ميناء رئيسي في شاربورغ، وبالتالي حرمانهم من أي إمدادات. بحلول منتصف شهر يونيو، أغلقت قوات المشاة الأمريكية شبه جزيرة كوتنتين. لكن، سرعان ما توقف تقدمها، وشرع الألمان في تدمير مرافق الميناء. ردًا على ذلك، استأنفت قوات الحلفاء جهودها الرامية للاستيلاء على المدينة، وتقدمت، بحلول 20 يونيو، ثلاث فرق مشاة بقيادة الجنرال كولينز لتصبح على بعد ميل واحد فقط من خطوط الدفاع الألمانية. بدأ هجوم قوات الحلفاء على مدينة شاربورغ في 25 يونيو، فقصفت فرقة عمل بحرية ضخمة المدينة بهدف تحييد خطر المدفعية الساحلية الألمانية وتقديم الدعم لقوات المشاة التي كانت تهاجم المدينة.
قُسمت فرقة العمل إلى مجموعتين اثنتين، تكونت كل واحدة منها من مجموعة متنوعة من السفن الحربية، بما في ذلك بوارج وطرادات ومدمرات وكاسحات ألغام. خصص لكل سفينة سلسلة من الأهداف البرية. كانت قذائف المدفعية الألمانية دقيقة للغاية على بعد 15000 ياردة (14000 متر)، وكانت قادرة، في بعض الأحيان، على محاصرة السفن المناورة وشل حركتها بشكل كامل. مع ذلك، أعاقت الذخيرة المعيبة الجهود الألمانية الرامية لمنع سفن الحلفاء من التحرك. بعد تعرضها للقصف، تمكنت السفن الثقيلة من الانسحاب، مستغلة نشر مدمرات الحلفاء الدخان في المنطقة للتغطية على تحركاتها.
بعد العملية، أجمعت جميع التقارير التي وضعتها قوات الحلفاء على أن قصف السفن الصغيرة للدفاعات الألمانية مثل الطريقة الأكثر فعالية والأكثر تكبيدًا للخسائر في صفوف العدو. كانت هذه السفن قادرة على الاشتباك مع أهداف صغيرة نسبيًا على بعد 2000 ياردة (1800 متر) من الشاطئ، وأثبتت أنها ذات أهمية كبيرة في توفير الإسناد القريب لقوات المشاة المهاجمة. في المقابل، عطلت المدافع الثقيلة 22 هدفًا بحريًا من أصل 24 هدف دون أن تتمكن من تدمير أي منها، وكانت هجمات المشاة ضرورية لضمان عدم تمكن العدو من إعادة تفعيل المدافع. عندما سقطت المدينة، كانت المدافع المحمية، التي كان من الممكن للألمان استخدامها لقصف مناطق الداخل باتجاه تقدم قوات الحلفاء، لا تزال موجهة نحو البحر.