فلسفة الذكاء الاصطناعي (Philosophy of artificial intelligence) هي فرع من فروع الفلسفة يدرس الأسس المفاهيمية والافتراضات النظرية والنتائج المترتبة على تطوير أنظمة قادرة على محاكاة الذكاء البشري. يرتبط هذا المجال ارتباطًا وثيقًا بفلسفة العقل وعلوم الإدراك وعلوم الحاسوب، إذ يسعى إلى الإجابة عن أسئلة جوهرية مثل: هل يمكن للآلة أن تفكر؟ وما طبيعة الوعي إن وُجد في الأنظمة الاصطناعية؟ كما يناقش ما إذا كانت الآلات يمكن أن تمتلك خواصًا نوعية للتجربة (qualia)، أي القدرة على الشعور بالأشياء بنفس الحس الذي يمتلكه البشر، وما الحدود الفاصلة بين الذكاء البشري والذكاء الاصطناعي؟
كما يتناول هذا الفرع النقاشات المتعلقة بالعقلانية، واللغة، والإدراك، والمسؤولية الأخلاقية، إلى جانب التحديات التي يثيرها استخدام الذكاء الاصطناعي في المجتمع، مثل قضايا الانحياز والخصوصية والمخاطر الوجودية. وتتباين وجهات النظر العلمية والفلسفية لهذه الأسئلة بحسب تعريف "الذكاء" و"الوعي" وطبيعة الآلات المعنية، ما يعكس تنوع الاهتمامات بين الباحثين والفلاسفة وعلماء الإدراك. ومع التطور السريع للتقنيات الحديثة، اكتسبت فلسفة الذكاء الاصطناعي أهمية عملية، إذ لم تعد مجرد تأملات نظرية، بل أصبحت محورًا للنقاش العلمي والأخلاقي العالمي حول مستقبل التكنولوجيا والإنسان.
كما يستند هذا المجال أيضًا إلى مقترحات ونظريات كلاسيكية شكلت جذوره الفكرية، منها اقتراح آلان تورنغ "polite convention"، ومشروع دارتموث لمحاكاة أي جانب من التعلم أو الذكاء آليًا، ونظرية النظام الرمزي الفيزيائي لألن نيويل وهربرت سيمون، وفرضية الذكاء الاصطناعي القوي لجون سورل، إضافةً إلى الميكانيكية للعقل عند توماس هوبز، مما يوفر إطارًا تاريخيًا ونظريًا لفهم طبيعة الذكاء والإدراك الاصطناعي.