فقدان ذاكرة ما بعد الصدمة (Post-traumatic Amnesia PTA) هو اضطراب يحدث كنتيجة مباشرة للتعرض لصدمة أو إصابة في الرأس، ويكون الشخص المصاب عندها مشوشاً وغير قادر على تذكر الأحداث الحاصلة بعد الإصابة. يصبح الشخص حينها غير قادر على تذكر حالته أو اسمه، وتحديد مكانه أو معرفة الوقت. والأحداث الجديدة لا يمكنها أن تخزن بالذاكرة. حوالي الثلث من المرضى ذوي اصابات الرأس الخفيفة يُعتقد اصابتهم بما يسمى (تجزأ الذاكرة) حيث يستطيع المريض تذكر بعض الأحداث فقط. خلال فقدان الذاكرة ما بعد الصدمة يكون وعي المريض معتّم. و يتضمن فقدان الذاكرة بعد الصدمة الاضطراب أو الارتباك بالإضافة إلى فقدان الذاكرة المعتاد، لذلك فقد تم اقتراح مصطلح (الحالة الارتباكية لما بعد الصدمة) كمصطلح بديل.
يوجد نوعين لفقدان الذاكرة: فقدان الذاكرة التراجعي (فقدان الذكريات التي تكونت قبل الإصابة بوقت قصير) و فقدان الذاكرة التقدمي (مشاكل في تكوين ذكريات جديدة بعد حدوث الإصابة). كلا النوعين (فقدان الذاكرة التراجعي) و (فقدان الذاكرة التقدمي) قد تُسمى بفقدان الذاكرة بعد الحوادث، أو قد يستخدم المصطلح للإشارة لفقدان الذاكرة التقدمي فقط.
فقدان الذاكرة التقدمي قد لا يظهر إلا بعد ساعات من الحادث، وعادة ما يكون أقل العوارض تحسنا بعد فقدان الوعي. مثال شائع في اصابات الرأس في الرياضة، اللاعب الذي كان قادراً على أداء المهام العقلية المعقدة لقيادة فريق كرة القدم بعدما يصاب بارتجاج في الرأس لن يتذكر في اليوم التالي ماحدث في المباراة بعد اصابته. الأشخاص الذين يعانون من فقدان الذاكرة الرجعي قد يستعيدون ذاكرتهم بشكل جزئي لاحقاً، أما في فقدان الذاكرة التقدمي لا يمكن استعادة الذكريات لأنها لم تشفر بدقة.
المصطلح (فقدان ذاكرة ما بعد الصدمة) أُستخدم لأول مرة في عام 1928 في بحث أجراه سايمندز أشار فيه للفترة ما بين الإصابة وعودة الذاكرة الثابتة والكاملة والتي تتضمن الوقت الذي كان المريض خلاله فاقداً للوعي.
وقد تسلك عملية استعادة الذكريات منحى زمني يعتمد على عمر الذكريات الموجودة وهو ما يصفه قانون ريبوت.