الارتجاج عند الأطفال ويسمى أيضًا إصابة الدماغ الرضحية الخفيفة عند الأطفال، هو إصابة في الرأس تؤثر على قدرة الدماغ. يمكن أن يؤثر الارتجاج على المريض في نواحٍ متعددة وظيفية أو عاطفية أو معرفية أو جسدية، ويحدث عند المرضى الرضع والمراهقين والأطفال. تشمل الأعراض الناتجة التخليط وعدم التوجه والدوار والغثيان والقيء وتغبش الرؤية وفقدان الوعي والحساسية للمحيط، ويمكن أن تختلف هذه المظاهر السريرية تبعًا لنوع الرض وشدته وموقعه. يمكن أن تظهر هذه المشكلات على الفور، أو تتأخر وتظهر بعد أيام من الإصابة، ويمكن تشخيص الحالة باستخدام أساليب مختلفة من قبل المتخصصين الصحيين، الذين يقدرون درجة الشفاء. يتعافى غالبية المرضى الأطفال خلال فترة بين شهر وثلاثة أشهر ولكن بعض المرضى معرضين لخطر تأخر الشفاء أو استمرار الأعراض.
الأسباب الشائعة للارتجاج عند الأطفال هي السقوط وحوادث السيارات والإصابات المرتبطة بالرياضة والإصابات الكليلة القوية. تنتج نحو 48% من حالات الارتجاج لدى الأطفال عن السقوط. في الولايات المتحدة، تشير الإحصاءات التي تدرس حالات الارتجاج الناتجة عن إصابات رياضية إلى أن 3.8 مليون مريض يختبرون هذه الإصابة كل عام.
الارتجاج إصابة شائعة في الرأس ويقدر أن 16% من الأطفال الذين تفوق أعمارهم 10 سنوات أُصيبوا في الرأس مرة على الأقل وتطلبت الإصابة عناية طبية فورية. ومن أجل الوقاية من الارتجاج، يجب الحد من المخاطر الشائعة لدى الشباب؛ من خلال ارتداء خوذة حماية الرأس عند ممارسة الرياضة. يتكون العلاج من الراحة البدنية للمراهقين الذين يعانون من ارتجاج مستمر خلال 24 إلى 48 ساعة تحت الإشراف الطبي ثم استئناف ممارسة الأنشطة تدريجيًا.
بعد الإصابة بالارتجاج الحاد، يمكن أن يعاني المرضى من استمرار الأعراض، أو متلازمة ما بعد الارتجاج، وتستمر أكثر من 4 أسابيع؛ تحدث هذه الحالة بنسبة 10 إلى 30%. في الحالات الأشد من متلازمة ما بعد الارتجاج، ونتيجة لفقدان الوعي أو الإصابات المرتبطة بحوادث السير، يظهر المزاج الاكتئابي واضطرابات النوم والحساسية للضوء والنسيان والدوخة. يزيد تكرر الارتجاج من خطر حدوث عواقب طويلة الأجل تؤثر على الأنشطة الحياتية والذاكرة.