الغاز النفطي المسال، ويُشار إليه أيضًا باسم الغاز البترولي السائل (LPG أو LP gas) ويسمى أيضًا بالغاز البترولي، أو غاز المكينة، LPG أو غَازِ الْطَبْخِ، ، هو غاز وقود يتكوّن من مزيج قابل للاشتعال من الغازات الهيدروكربونية، وتحديدًا البروبان والبيوتان النظامي (n-بيوتان) والبيوتان المتفرع (يُعرف بالإيزوبيوتان). وقد يحتوي أحيانًا على كميات من البروبلين والبيوتيلين والإيزوبيوتيلين (أو الإيزوبيوتين).1
يُستخدم الغاز النفطي المسال كوقود في أجهزة التدفئة ومعدات الطهي والمركبات، كما يُستخدم كدافع في علب الرش (الأيروسول) وكمادة تبريد بديلة للكلوروفلوروكربونات بهدف الحد من الإضرار بطبقة الأوزون. وعندما يُستخدم بشكل خاص كوقود للمركبات، يُعرف غالبًا باسم "أوتوغاز" أو يُشار إليه ببساطة بـ "الغاز".
تتوافر في الأسواق أنواع مختلفة من الغاز النفطي المسال تتضمن مزيجًا يحتوي في معظمه على البروبان (C₃H₈)، أو على البيوتان (C₄H₁₀)، أو مزيجًا من الاثنين وهو الشكل الأكثر شيوعًا. في شتاء نصف الكرة الشمالي، تحتوي هذه الخلطات على نسبة أكبر من البروبان، بينما تزداد نسبة البيوتان في الصيف. في الولايات المتحدة، تُباع بشكل رئيسي درجتان من الغاز النفطي المسال: البروبان التجاري وHD-5، وتحدد مواصفاتهما من قبل "رابطة معالجي الغاز" و"الجمعية الأمريكية للاختبارات والمواد". وتُدرج خلطات البروبان/البيوتان ضمن هذه المواصفات أيضًا.
عادةً ما تكون هناك تركيزات ضئيلة من هيدروكربونات أخرى مثل الإيثان (C₂H₆) والميثان (CH₄) والبروبان (C₃H₈)، كما يقيّد معيار HD-5 نسبة البروبلين في الغاز المسال بحيث لا تتجاوز 5%، ويُستخدم هذا المعيار في وقود المركبات. ويُضاف مركب عطري قوي الرائحة يُعرف بالإيثانثيول للكشف عن التسربات بسهولة. ويُعد المعيار الأوروبي المعترف به دوليًا للغاز النفطي المسال هو EN 589. أما في الولايات المتحدة، فهناك مواد أخرى مسموح باستخدامها كمضافات للرائحة مثل التيتراهيدروثيوفين (الثيوفان) أو الأميل ميركابتان، رغم أن استخدامها غير شائع حاليًا.
يُنتج الغاز النفطي المسال عن طريق تكرير النفط أو "الغاز الطبيعي الرطب"، ويُشتق بالكامل تقريبًا من مصادر الوقود الأحفوري، حيث يُصنّع أثناء تكرير النفط الخام، أو يُستخلص من تدفقات النفط أو الغاز الطبيعي عند خروجه من باطن الأرض. وقد أُنتج لأول مرة في عام 1910 على يد والتر أو. سنيلينغ، وظهرت أولى المنتجات التجارية منه في عام 1912.
يُساهم حاليًا بحوالي 3% من إجمالي الطاقة المستهلكة، ويتميز باحتراق نظيف نسبيًا دون انبعاث سخام وبتصريف منخفض من الكبريت. وبما أنه غاز، فلا يُشكّل خطرًا على التربة أو المياه، إلا أنه قد يُسبب تلوثًا هوائيًا. وتبلغ القيمة الحرارية النوعية له حوالي 46.1 ميغا جول/كغ مقارنة بـ 42.5 ميغا جول/كغ لزيت الوقود و43.5 ميغا جول/كغ للبنزين الممتاز.9 ومع ذلك، فإن كثافته الطاقية بالحجم (26 ميغا جول/لتر) أقل من تلك الخاصة بالبنزين أو زيت الوقود، نظرًا لانخفاض كثافته النسبية (حوالي 0.5–0.58 كغ/لتر مقارنة بـ 0.71–0.77 كغ/لتر للبنزين). وبما أن كثافة وضغط بخار الغاز النفطي المسال (أو مكوناته) يتغيران بشكل كبير مع درجة الحرارة، فيجب أخذ ذلك في الاعتبار في التطبيقات المرتبطة بالسلامة أو بنقل الملكية، مثل الحد الأقصى الاعتيادي لتعبئة الخزانات الذي يكون عند مستوى 85%.10
يُعد الغاز النفطي المسال إلى جانب استخدامه كحامل للطاقة مادة أولية واعدة في الصناعات الكيميائية لإنتاج الأوليفينات مثل الإيثيلين والبروبلين. وبسبب انخفاض درجة غليانه عن درجة حرارة الغرفة، يتبخر الغاز النفطي المسال بسرعة عند درجات الحرارة والضغط العاديين، لذا يُخزن عادة في أوعية فولاذية مضغوطة. وتُملأ هذه الأوعية بنسبة تتراوح بين 80–85% من سعتها للسماح بتمدّد السائل نتيجة تغير الحرارة.
تختلف نسبة كثافة السائل إلى البخار حسب التركيب والضغط ودرجة الحرارة، لكنها غالبًا ما تكون في حدود 250:1. أما الضغط اللازم لتحويل الغاز إلى سائل (ضغط البخار) فيختلف كذلك باختلاف التركيب ودرجة الحرارة؛ فعلى سبيل المثال، يبلغ حوالي 220 كيلوباسكال (32 رطلًا لكل بوصة مربعة) للبيوتان النقي عند 20 درجة مئوية (68 فهرنهايت)، ويصل إلى حوالي 2,200 كيلوباسكال (320 رطلًا لكل بوصة مربعة) للبروبان النقي عند 55 درجة مئوية (131 فهرنهايت).
يظل الغاز النفطي المسال في حالته الغازية أثقل من الهواء بخلاف الغاز الطبيعي، مما يجعله يتجه نحو الأسفل ويتجمع في الأماكن المنخفضة مثل الأقبية. وينطوي هذا الأمر على خطرين رئيسيين: أولهما احتمال وقوع انفجار إذا كان خليط الغاز والهواء ضمن الحدود القابلة للاشتعال وكان هناك مصدر اشتعال، والثاني هو خطر الاختناق نتيجة إزاحة الغاز للهواء وتقليل نسبة الأكسجين.
يحتوي أسطوانة الغاز الكاملة على حوالي 86% من السائل، بينما تحتوي المساحة المتبقية (الفراغ) على بخار يتغير ضغطه حسب درجة الحرارة.