كانت عملية الشجاع بالإنجليزية (Operation Ironside) خطة خداع عسكري استخدمها الحلفاء خلال الحرب العالمية الثانية عام 1944. وشكلت جزءًا من الحارس الشخصى، وهي خطة خداع إستراتيجية واسعة حركها الحلفاء على مدار العام للمساعدة في تغطية غزو النورماندي في يونيو عام 1944. دعَمت العملية خطة الخداع الشاملة بالإيحاء للألمان أنَ الحلفاء سيهبطوا لاحقاً على طول خليج بسكاي. واختُتمت الجهود بخداع الألمان للاعتقاد أن الحلفاء سيهبطوا في جنوب فرنسا أيضاً في ذات الوقت (عملية الانتقام). كانت بوردو ميناء هام للمجهود الحربي الألماني وكانت بالفعل هدفاً لإغارات المغاوير قبل ذلك بعامين. هدفت عملية الشجاع اللعب على مخاوف الألمان من حدوث غزو في المنطقة، وذلك بهدف إعاقة قواتهم الدفاعية عقب عملية أوفرلورد في يونيو 1944.
وكما خطط لها قسم مراقبة لندن، فقد أُبلغت العملية للألمان عبر رسائل العُملاء المزدوجين بين مايو ويونيو 1944. وقد وضع عُملاء مزدوجون الخطة بالكامل بدون دعم الخداع المادى، خلافاً لعمليات الحارس الشخصي. تولت العميلة برونكس قيادة العملية بمعونة العملاء تيت ورودلف وغاربو. شملت رواية العملية هجومًا مبدئيًا من فرقتين، باستخدام تشكيلات عملية أوفرلورد، الموجودة في المملكة المتحدة. يتبعها لاحقاً ست فرق ستبحر من الساحل الشرقي للولايات المتحدة. يختلف المؤرخون حول تأثير عملية الشجاع على الخطط الألمانية. فليس هناك ما يشير إلى أن العملية كانت ناجحة في إقناع الألمان بخطط الحلفاء الوشيكة لغزو خليج بسكاي. ومن ناحية أخرى، عزا مخططو الحلفاء تأخر فرق البانزر في التحرك إلى النورماندي كجزء من عملية الخداع.
ولأن عملية الشجاع كانت عملية هامشية، لاسيما وأن لجنة العشرين (قسم مكافحة التجسس التابع للاستخبارات البريطانية) كانت قلقة حول كشف عُملائها كمُخادعين، لهذا أوكلت الجزء الأكبر من العملية لعُملاء أقل شأناً متضمنة تحذيرات في الرسائل التي بعثتها، للحد من تأثير القصة. فربما بدا إنزال الحلفاء حول بوردو غير قابل للتصديق خاصة وأنه كان يفتقر لغطاء المملكة المتحدة الجوي وينقصه العناصر المادية العادية المرتبطة بحدوث غزو (مثل الأنشطة البحرية وسفن الإنزال الوهمية).
بعد انتهاء العملية، في نهاية يونيو عام 1944، ظل تهديد الولايات المتحدة بشن غزو قائم بشكل غير رسمي. فأُعيد النظر في تخطيط عملية شجاع ثانية وذلك في منتصف يوليو كتعضيد لعملية فرديناند. مع استبدال رواية الغزو بخطة مفترضة للحلفاء بزيادة المقاومة الفرنسية في منطقة بوردو لعرقلة القوات الألمانية. وقد تجاهل الألمان معظم عملية الشجاع الثانية، لتحول اهتمامهم بعيداً عن المنطقة.