عِلْمُ النَّحْوِ ويسمَّى أيضًا عِلْمُ الإِعْرَابِ، وكان يسمى عند النَّحْويِّين الأوَّلين عِلم العربية وهو علمٌ تُعرف به أحوال أواخر الكَلِم، وهو العلم بأصول تكوين الجملة وقواعد الإعراب. فغاية علم النحو أن يحدِّد أساليب تكوين الجمل ومواضع الكلمات والخصائص التي تكتسبها الكلمة من ذلك الموضع، سواءً أكانت خصائص نحوية كالابتداء والفاعلية والمفعولية أو أحكامًا نحوية كالتقديم والتأخير والإعراب والبناء.
والغرض من علم النحو تحصيل ملكة يُقْتَدَر بها على إيراد تركيب وضع وضعا نوعيًا لما أراده المتكلم من المعاني وعلى فهم معنى أي مركب كان بحسب الوضع المذكور.
وعلم النحو من علوم اللغة العربية ويعدُّ العلم الأهم بينها، معرفته ضرورية على أهل الشريعة إذ أنَّ مأخذ الأحكام الشرعية كلها من الكتاب والسنة، وتعلُّمه ضروري لمن أراد علم الشريعة.
والنحو هو انتحاء سمت كلام العرب في تصرفه من إعراب وغيره: كالتثنية، والجمع، والتحقير والتكسير والإضافة والنسب، والتركيب، وغير ذلك، ليلحق من ليس من أهل اللغة العربية بأهلها في الفصاحة فينطق بها وإنْ لم يكن منهم، وإنْ شذَّ بعضهم عنها ردَّ به إليها. وهو في الأصل مصدر شائع، أي نحوت نحوًا، كقولك قصدت قصدًا، ثمَّ خصّ به انتحاء هذا القبيل من العلم (الجزء الأول – صفحة 34)، فالنحو عند ابن جنِّي على هذا هو: محاكاة العرب في طريقة كلمهم تجنُّبًا للَّحن، وتمكينًا للمستعرب في أن يكون كالعربيّ في فصاحته وسلامة لغته عند الكلام.
من خصائص هذا العلمِ تَمييزُ الاسمِ من الفعلِ من الحرفِ، وتَمييزُ المُعْرَبِ من المَبنيِّ، وتَمييزُ المرفوعِ من المنصوبِ من المخفوضِ من المجزومِ، مَعَ تحديدِ العواملِ المؤثرةِ في هذا كلِّه، وقد استُنبِطَ هذا كلُّه من كلامِ العربِ بالاستقراءِ، وصارَ كلامُ العربِ الأولُ شعراً ونثراً - بعدَ نصوصِ الكتابِ والسُّنةِ - هو الحجةُ في تقريرِ قواعدِ النحوِ في صورةِ ماعُرِفَ بالشواهدِ اللُّغويةِ، وهو ما استَشهدَ به العلماءُ من كلامِ العربِ لتقريرِ القواعدِ.