يركز علم الأوبئة الاجتماعي على أنماط معدلات الإصابة بالأمراض والوفيات الناتجة عن الخصائص الاجتماعية للأفراد والمجموعات. على الرغم من أن اختيارات نمط حياة الفرد أو تاريخه العائلي قد تعرضه لخطر متزايد للإصابة بأمراض معينة، فهناك تفاوت اجتماعي في الصحة لا يمكن تفسيره بعوامل فردية. تُعزى الاختلافات في المعدلات الصحية في الولايات المتحدة إلى العديد من الخصائص الاجتماعية، مثل الجنس، والعرق، والحالة الاجتماعية والاقتصادية، والبيئة، والتحصيل التعليمي. يمكن أن يساهم عدم المساواة في أي من هذه الفئات الاجتماعية -أو كلها- في حدوث تفاوتات صحية، إذ تتعرض بعض الفئات لخطر أكبر للإصابة بالأمراض المزمنة أكثر من غيرها.
يعد مرض القلبي الوعائي على سبيل المثال السبب الرئيسي للوفاة في الولايات المتحدة، يليه مباشرة السرطان، ويحتل الداء السكري المرتبة الخامسة في ترتيب أسباب الوفيات. تشمل عوامل الخطر العامة المرتبطة بهذه الأمراض السمنة، وسوء النظام الغذائي، والتدخين والكحولية، والخمول البدني، ومدى قدرة الفرد على الحصول على الرعاية الطبية والمعلومات الصحية. على الرغم من أنه قد يظهر أن العديد من عوامل الخطر هذه تنشأ فقط نتيجة للخيارات الصحية الفردية، فإن مثل هذه النظرة تتجاهل الأنماط البنيوية للخيارات التي يتخذها الأفراد. وبالتالي، فإن احتمالية إصابة الفرد بأمراض القلب أو السرطان أو السكري مرتبطة جزئيًا بالعوامل الاجتماعية. يُعتبر الأفراد الذين يعانون من الفقر أو يحصلون على دخل منخفض والحاصلون على مستويات تحصيل علمي أقل و/أو يعيشون في الأحياء الفقيرة أكثر عرضة للإصابة بأمراض مزمنة مثل أمراض القلب والسكري مقارنة بباقي المجموعات العرقية المختلفة.