الشيخ عبد الله بن صباح الصباح والملقب بعبد الله الثاني الصباح (1814 - 29 مايو 1892)، حاكم الكويت الخامس من (نوفمبر 1866 إلى 29 مايو 1892). ولد في السنة التي توفي فيها جد أبيه حاكم الكويت الثاني الشيخ عبد الله الصباح سنة 1814. وتولى إمارة الكويت بعد وفاة أبيه الشيخ صباح جابر الصباح سنة 1866. وكان عبد الله هو الأكبر بين أخوته، وقد شاركه في إدارة البلد كلا من أشقائه: محمد الذي يباشر الأحكام للحضر ويشاركه مبارك في ذلك إلا أنه يختص بأغلب الأحكام بين بدو الكويت، أما جراح فأغلب عمله في المالية، فهو وزير المالية حيث التفت إلى الفاو فعمر مزارعها، مما جعل الدخل يزداد وينمو، فعمر سنة 1312هـ/1895م سوق اللحم والسمك.
وكانت المراسلات الدبلوماسية البريطانية تشير إلى حكام الكويت الأوائل بلقب «شيخ الكويت» وأحيانا ب«شيخ القرين»، وعبد الله هو آخر من أشير إليه باللقبين، واستقر تعبير شيخ الكويت ومشيخة الكويت في السجلات البريطانية بدءًا من 1871م. وشهدت فترة حكمه أحداث وتقلبات وحروب في المنطقة، حيث انهيار الدولة السعودية الثانية، التي بدأت باندلاع الخلافات بين أبناء الامام فيصل بن تركي آل سعود، واستغلال الدولة العثمانية تلك الخلافات في استعادة نفوذها في شبه الجزيرة العربية، وظهر ذلك واضحا في حملة الأحساء 1871م وسيطرتها على الأحساء والقطيف، وصعود نفوذ آل رشيد في نجد، وتنامي الدور البريطاني في منطقة الخليج.
وفي عهده أصبحت الكويت تابعة رسميًا للدولة العثمانية حيث وافق الباب العالي سنة 1869م على طلب مدحت باشا بتعيين شيخ الكويت في منصب القائمقام، ولكن يبقى تدبير شؤون الإمارة بيد حكامها. وكذلك ساهم عبد الله الصباح مساهمة قوية في الحملة العثمانية على الأحساء 1871 وهذا مما دعم علاقاته مع الدولة العلية.