وزارة أمن الدولة (بالألمانية: Ministerium für Staatssicherheit) والمعروفة بشكل شائع باسم شتازي، كانت جهاز أمن الدولة والشرطة السرية في ألمانيا الشرقية من عام 1950 حتى عام 1990. وكانت واحدة من أكثر أجهزة الشرطة قمعاً في العالم، حيث تسللت إلى جميع جوانب الحياة تقريباً في ألمانيا الشرقية، مستخدمة التعذيب والترهيب وشبكة هائلة من المخبرين لقمع المعارضة.
كانت وظيفة جهاز شتازي في ألمانيا الشرقية (جمهورية ألمانيا الديمقراطية) تشبه وظيفة جهاز الكي جي بي في الاتحاد السوفيتي، من حيث أنه كان يخدم في الحفاظ على سلطة الدولة ومكانة الحزب الحاكم، وهو في هذه الحالة حزب الوحدة الاشتراكية الألماني. وقد تحقق ذلك بشكل رئيسي من خلال استخدام شبكة من المخبرين المدنيين (يُطلق عليهم "المتعاونون غير الرسميين") الذين ساهموا في اعتقال ما يقرب من 250,000 شخص في ألمانيا الشرقية. كما كان لديه قوة شبه عسكرية نخبوية كبيرة تُعرف باسم "فوج حرس فيليكس دزيرجينسكي"، والتي كانت بمثابة الجناح المسلح له. وكان يُعرف شتازي بأنه "درع الحزب وسيفه"، حيث كان يسجن معارضي النظام. وقد قام الضباط بتعذيب السجناء من خلال عزلهم، وحرمانهم من النوم، واستخدام الحيل النفسية مثل التهديد باعتقال أقاربهم.
كما نفذ جهاز شتازي عمليات تجسس وأنشطة سرية أخرى خارج حدود جمهورية ألمانيا الديمقراطية من خلال جهاز الاستخبارات الخارجية التابع له، المديرية الرئيسية للاستطلاع (بالألمانية: Hauptverwaltung Aufklärung أو HVA). وقد حافظ عملاؤه أيضاً على اتصالات في ألمانيا الغربية وفي جميع أنحاء العالم الغربي؛ ويُزعم أنهم تعاونوا أحيانًا مع جماعات إرهابية يمينية متطرفة في ألمانيا الغربية، مثل مجموعة هِب-كيكسل.
كان مقر جهاز شتازي في برلين الشرقية، وكان يضم مجمعًا واسعًا في منطقة برلين-ليشتنبرغ وعددًا من المنشآت الأصغر المنتشرة في أنحاء المدينة. وقد سيطر إريش ميلكه، الذي يُعد الرئيس الأطول خدمة في تاريخ شتازي، على الجهاز من عام 1957 حتى عام 1989 — أي لمدة 32 عامًا من أصل 40 عامًا هي عمر جمهورية ألمانيا الديمقراطية. أما المديرية الرئيسية للاستطلاع (HVA)، فقد كانت تحت قيادة يوهانس وولف من عام 1952 حتى عام 1986، وقد اكتسبت سمعة كواحدة من أكثر وكالات الاستخبارات فاعلية خلال الحرب الباردة.
بعد توحيد ألمانيا بين عامي 1989 و1991، تمت محاكمة بعض المسؤولين السابقين في جهاز شتازي على جرائمهم، وتم رفع السرية عن ملفات المراقبة التي كان شتازي يحتفظ بها عن ملايين المواطنين في ألمانيا الشرقية، بحيث أصبح بإمكان أي مواطن الاطلاع على ملفه الشخصي عند الطلب. وقد تولت وكالة ملفات شتازي مسؤولية حفظ هذه الملفات حتى يونيو 2021، عندما أصبحت جزءًا من الأرشيف الفيدرالي الألماني.