سيكستيل يوسيف بوشكاريو ( يناير1877 - 5 مايو 1948) عالم لغوي وفيلولوجي روماني وُلد في الإمبراطورية النمساوية المجرية، وكان معروفًا أيضًا بمشاركته في السياسة الإدارية والحزبية. وُلد في براشوف وتلقى تعليمه في فرنسا وألمانيا، وكان نشطًا في الحياة الثقافية في ترانسيلفانيا وعمل كأستاذ للغة الرومانية في تشيرنوفتسي في دوقية بوكوفينا. بدأت حياته العلمية في عام 1906، عندما كلف بإعداد قاموس عام للغة الرومانية. توسع في نشر أفكار جديدة، من خلال اهتمامه بمجموعة متنوعة من التخصصات، وجلبها إلى رومانيا، كما أشرف على مشروعين ضخمين يتعلقان باللغة: تطوير قاموسه حتى الحرف «L»، وإنشاء خريطة للغة.
انضم بوشكاريو للجيش النمساوي المجري في الحرب العالمية الأولى ودعم إنشاء رومانيا الكبرى بعد انتهاء الحرب، حيث ترأس قسم الشؤون الخارجية في الحكومة المؤقتة التي تمثل الرومان البوكوفينيين. كما كان مؤسس صحيفة صوت بوكوفينا التي ساعدت في توجيه القومية الرومانية في تلك المنطقة، وأشرف مع ايون نيستور على ضم بوكوفينا إلى رومانيا في نوفمبر 1918. قاد جهودًا لإنشاء جامعة جديدة في كلوج نابوكا، تحت الحكم الروماني. أنشأ أيضًا معهدًا للأبحاث في نفس المدينة مخصص لدراسة لغته الأم. شجع النهج العلمي المتعدد التخصصات، وذلك بإضافة تركيز اجتماعي إلى دراسته في اللغويات.
اعتنق بوشكاريو مذهب الأوروبية، رغم التزامه بالقومية الإثنية والمحافظة الثقافية، خلال توليه منصبه في اللجنة الدولية للتعاون الفكري. أصبح أكثر تطرفًا خلال العقدَيْن العشرين والثلاثين، إذ سعى في البداية لفرض الكوتا اليهودية في جامعته، ثم دعم السياسات الفاشية على نحو أكثر وضوحًا. ترأس خلال معظم هذه الفترة الكنيسة الرومانية الأرثوذكسية، التي مثلت الكنيسة الرئيسية، كما كانت تتصدى أحيانًا لليونانيين الكاثوليك في ترانسيلفانيا. انتقل إلى برلين مع بداية الحرب العالمية الثانية إذ قاد معهدًا للدعاية لتعزيز الثقافة الرومانية في الرايخ الألماني، ومواجهة تبريرات المجر لاستيعاب شمال ترانسيلفانيا بعد منحة فيينا الثانية عام 1940.
أثار بوشكاريو شكوكًا من جانب أرباب عمله في الحكومة الرومانية، الذين لم يحبوا إنفاقه الكبير ومشاركته المستمرة في حركة الحرس الحديدي الثائرة. أُجبر في النهاية على الاستقالة في عام 1943. تدهورت صحته بعد عودته إلى الوطن بينما بدأت السلطات الجديدة في النظام الشيوعي إجراءات قانونية ضده. رفض الهروب من رومانيا وتوفي في بران قبل إصدار الحكم عليه. جرى تجاهل عمله لعقدين، ثم أُحيي إرثه العلمي كاملًا بعد انهيار النظام في عام 1989.