ترايان هرسيني (18 فبراير 1907 – 17 يوليو 1980)، عالم اجتماع، وصحفي، وشخصية سياسية رومانية. يُشتَهر في المقام الأول لكونه التلميذ المفضّل لديمتري غوستي، وثانيًا لإسهامه في تأسيس المدرسة الرومانية لعلم الاجتماع الريفي في عشرينيات وأوائل الثلاثينيات من القرن العشرين، ومشاركته في المجموعات الدراسية متداخلة الاختصاصات والجولات الميدانية. كما كان هرسيني كاتب مقالات وباحثًا غزير الإنتاج درس الجماعات البشرية المنعزلة في جميع أنحاء البلاد، وذلك بهدف توضيح العلاقات بين علم الاجتماع، ووصف الأعراق البشرية، وعلم الإنسان الثقافي، انطلاقًا من اهتمامه الأساسي بنظرية المعرفة الاجتماعية. وانصبّ اهتمامه بشكل خاص على ثقافات الفلاحين والمجتمعات الرعوية في جبال فاغاراش. تنافس هرسيني مع أنطون غولوبنتيا على دور تلميذ غوستي الأبرز، وحاز اللقب في العام 1937؛ كما شغل ابتداءً من العام 1932 منصبًا تدريسيًا في جامعة بوخارست.
أصبح هرسيني متخصصًا في تحسين النسل والعنصرية العلمية، ولم يتبنّ الموقف اليساري المعتدل الداعي لاحتضان الفاشية، وانفصل عن غوستي لمناصرته حركة الحرس الحديدي. بالرغم من ذلك، تلقى الحماية أثناء حملة القمع العنيفة التي شنتها حركة الحرس الحديدي في العام 1938، عندما عينه غوستي موظفًا في الخدمة الاجتماعية، والتي كانت جزءًا من جهاز جبهة النهضة الوطنية. ونظرًا لكونه مسؤولًا بارزًا ومنظِّرًا للدولة الوطنية الفاشية، وشخصية ذات أهمية ثقافية وسياسية في عهد نظام الديكتاتور يون أنتونيسكو، تقدم هرسيني بمقترح التعقيم الإجباري «للأعراق الأدنى»، وأثنى في كتاباته على السياسة العنصرية لألمانيا النازية. أصدر النظام الشيوعي في العام 1951 لائحة اتهامات ضده، وأمضى في السجن أربع سنوات. ثم أحرز عودة تدريجية إلى مواطن الحظوة باعتباره باحثًا في الأكاديمية الرومانية، وشارك في استئناف البحث الاجتماعي، بالإضافة إلى تجاربه في ميدان علم النفس الاجتماعي ودوره الرائد في علم الاجتماع الصناعي.
بعد العام 1956، أصبح هرسيني من أنصار الماركسية اللينينية بشكل رسمي، إنما كان ملتزمًا أكثر بالشيوعية الوطنية. أتاحت له السياسات الشيوعية الوطنية التي قُنّنت مع أواخر الستينيات من القرن العشرين بإعادة النظر في بعض أطروحاته المثيرة للجدل المتعلقة بجذور الثقافة الرومانية. بين الفينة والأخرى، استرشد النظام بأفكاره الراديكالية بخصوص الإثنية، بما في ذلك بعض الأفكار التي لقيت انتقاداتٍ لكونها عنصرية. تناولت كتابات هرسيني الأخيرة علم الأعراق، وعلم النفس القومي، وعلم اجتماع الأدب، والنظرية السوسيولوجية على العموم. في سبعينيات القرن العشرين، كتب هرسيني عدة أبحاث في تفسير الفولكلور الروماني، وشدّد فيها على الروابط مع الأساطير الهندية الأوروبية والباليو-بلقانية البدائية.