رحلة عميقة في عالم سيزار بولياك

كان سيزار بولياك، الذي يُعرف أيضًا باسم بولياك وبولياكو (باللغة السيريلية الانتقالية: ЧeсарȢ БoliaкȢ، 23 أو 25 مارس 1813 - 25 فبراير 1881)، كاتبًا وباحثًا وسياسيًا من الأفلاق ورومانيا. وُلد لأبوين غير رومانيين، لكنه استطاع الوصول إلى الطبقة الأرستقراطية المحلية أو البوياردية بعد تبني عائلة بيريت له. ظل طالبًا فترةً وجيزة في القوات العسكرية للأفلاق، لكنه استاء من الإمبراطورية الروسية لإخضاعها الأفلاق ضمن دائرة نفوذها، فاتجه إلى الكتابة والنشر، وحرر لفترة مجلة أدبية تُسمى كوريسول، التي كانت تُعد جسرًا بين الحركة الكلاسيكية الحديثة والرومانسية في ذلك الوقت. حارب بولياك الترتيب الدستوري الروسي، أو القانون الأساسي مثل غيره من الليبراليين الرومانيين والماسونيين لأنه رأى أنه من بقايا الإقطاعية. تورط، من ثم، في المؤامرة المعادية لروسيا عام 1840، واعتُقل بأمر من الأمير أليكساندرو الثاني غيكة. أُطلق سراحه في نهاية المطاف بفضل تدخل أفراد آخرين من عائلة غيكة الذين ظلوا بعد ذلك أصدقاءً وحماةً له.

استمر بولياك بعد عودته في تحدي الرقابة، وابتكر أسلوبًا شعريًا اجتماعيًا يُناصر الفلاحين المُستغَلين، وأعرب عن تعاطفه مع الطبقة الدنيا من الغجر التي استبعدها البويار. تخلى عن الليبرالية واتجه نحو الاشتراكية الخيالية، ثم اتجه لفترة وجيزة، نحو شكل من أشكال الشيوعية، ومزج تلك الآراء مع القومية الرومانية وحولها بذلك من أفكار القومية الرومانسية إلى أفكار القومية يسارية. تواصل مع رفاقه القوميين الرومانيين في إمارة ملداوة وفي جميع أنحاء الإمبراطورية النمساوية، وانخرط في البحث عن أصول سكان رومانيا، وأجري في سبيل البحث أولى حفرياته الأثرية على طول نهر الدانوب وفي جبال الكاربات الجنوبية، وألهمته هذه المناظر الطبيعية كتابة مراثي رومانسية تُعد من ضمن أفضل أعماله الشعرية. كان بولياك ناقدًا ساخرًا للتغريب بتزايد، ونال الثناء على ذكائه الصحفي، وأعاد اكتشاف التراث الشعبي الروماني. اقتنع، بعد أبحاثه، بأن الرومانيين من نسل الداتشيون في المقام الأول، وترجع هذه الأيديولوجية إلى الرومانسية وما بعد الرومانسية، وبعد ذلك تبناها بوجدان بيتريسيكو هاسديو، وتحولت إلى الداتشيانية.

شغل بولياك منصب شاعر البلاط الملكي والمدعي العام في عهد الأمير جورجي بيبيسكو الذي كان من أتباع القومية. لم يمنعه هذا من المشاركة في المؤامرة الليبرالية التي تحولت في النهاية إلى ثورة الأفلاق عام 1848. انضم إلى الحكومة المؤقتة التي أطاحت ببيبسكو، وخدم القضية أيضًا صحفيًا وداعية. تورط في الجانب الداعم لإلغاء العبودية في السياسة الثورية، ويُزعم أنه اختلس المساهمات المالية التي كان العبيد مدينين بها عند إطلاق سراحهم. استعادت الدولة العثمانية سيطرتها على الأفلاق في أواخر عام 1848، واعتقلت المتمردين، وعليه رُحل بولياك مع عدد من زملائه إلى أورشوفا، وهناك استطاعوا الهرب أو سُمح لهم بالمغادرة. طلب اللجوء من الرومانيين في ترانسلفانيا النمساوية، ودعم في أواخر عام 1849 تشكيل تحالف ثوري مع الدولة المجرية المنفصلة، ووافق، مع زميله نيكولاي بالتشيسكو، على قانون الهدنة المجري الروماني. فر من الغزو الروسي حتى وصل إلى إسطنبول، فور وصوله إلى هناك، شك به المنفيون الرومانيون والمجريون، إذ عده المنفيون الرومانيون والمجريون متعصبًا، واتهمه المنفيون المجريون بسرقة الماس الذي حصلوا عليه من عائلة زيشي.

قضى بولياك الفترة 1850 - 1857 في باريس للهروب من ملاحقة العثمانيين والنمساويين، وهناك، استقطبته قضية الوحدة بين ملداوة والأفلاق، بصفتها خطوة تمهيدية لتأسيس دولة رومانية كبرى، أو «داتشيان». روج بولياك للقضية على المستوى الدولي خلال حرب القرم، وعاد إلى الأفلاق بعد انتهاء الحرب على الفور. شارك في تأسيس الممالك المتحدة (عام 1859)، واقترح اختيار ألكسندر يوحنا كوزا من مولدوفا رئيسًا. دعم بولياك أيضًا أكثر النقاط تطرفًا في أجندة كوزا مثل إصلاح الأراضي، ودعم، بصفته رئيسًا للأرشيف الوطني، جمع وثائق تُجيز علمنة ممتلكات الأديرة. عارض مواقف كوزا السياسية الأخرى -حتى وصل الأمر إلى اعتقاله بتهمة العيب في الذات الملكية- و«التحالف الوحشي» الذي شُكل ضد الرئيس. تورط طوال معظم ستينيات القرن التاسع عشر في المشاجرات السياسية التي نقلتها جريدته، ترومبيتا كارباتسيلور، غالبًا. تبنى بولياك أيضًا مبادئ معاداة السامية العنيفة وتخلى عن الاشتراكية لصالح القومية الاقتصادية، وعارض في البداية أيضًا الحاكم الأجنبي الذي وُلد خارج البلاد، كارول الأول، لكنه أدرك لاحقًا أهمية النظام الملكي في خططه السياسية ونسخ البونابرتية. حقق بولياك اكتشافات مهمة في زيمينيسيا وأماكن أخرى، لكنه تعرض للسخرية على نطاق واسع بسبب انجرافه إلى علم الآثار الزائف، وفُضح أيضًا، رغم عدم محاكمته أبدًا، بتهمة الاعتداء الجنسي المزعوم على الأطفال. توفي بعد صراع مع الشلل وترك خلفه إرثًا مشوهًا، رغم اعتبار جمهورية رومانيا الاشتراكية إياه بطلًا، خاصةً في الخمسينيات بفضل توافقه المزعوم مع الماركسية.

قراءة المقال الكامل على ويكيبيديا ←