سرجيوس الرشاينة أو سرجيوس الريشاني أو سرجيوس الرأس العيني (توفي عام 536 م) كان طبيبًا وكاهنًا في القرن السادس. اشتهر بترجمة الأعمال الطبية من اليونانية إلى السريانية، والتي تُرجمت لاحقًا إلى العربية خلال الخلافة العباسية في أواخر القرنين الثامن والتاسع. تقع رأس العين، حيث عاش، في منتصف الطريق تقريبًا بين المركزين الفكريين آنذاك في الرها ونصيبين، في شمال بلاد الرافدين.
يعطي المترجم حنين بن إسحاق في القرن التاسع أسماء ستة وعشرين نصًا طبيًا لجالينوس ترجمها سرجيوس إلى السريانية؛ كانت هذه أول ترجمات مهمة للأعمال الطبية من اليونانية إلى لغة سامية، ومن المفترض أنها كانت الكتب المدرسية التي استخدمها سرجيوس نفسه عندما درس في الإسكندرية. لا يثني حنين دائمًا على ترجمات سرجيوس، على الرغم من أنه يعتقد أن بعضها أفضل من غيرها، حيث أصبح سرجيوس أكثر خبرة مع الزمن. ترجم سرجيوس أيضًا العديد من الأعمال الأخرى، بما في ذلك المقولات لأرسطو ومقدمة فرفوريوس للمقولات والأعمال اللاهوتية لديونيسيوس الأريوباجي المنحول. كما ألف عملين من تأليفه هما: حول تأثير القمر، وحركة الشمس، وربما استعان بشكل كبير بالمصادر اليونانية.
في الآونة الأخيرة، لفتت مخطوطة تحتوي على نص سفلي لجالينوس، ترجمها سرجيوس من اليونانية إلى السريانية، انتباه العلماء. تحتوي على فصول من كتاب جالينوس " في الأدوية البسيطة" التي كانت قد فُقدت. يرجع تاريخ النص العلوي للمخطوطة إلى القرن الحادي عشر، وقد أُرخ النص السفلي، الذي يحتوي على ترجمة سرجيوس الرأسعيني، إلى القرن التاسع. يُعتبر تصوير النص وقراءته أمرًا بالغ الأهمية، لأنه سيوضح الدور الذي لعبه سرجيوس في نقل المعرفة الطبية من اليونانية إلى العربية في فترة الترجمات الفارسية واليونانية للعربية. نُسخَت ترجمات سرجيوس لجالينوس وأُعيد نسخها لعدة قرون، وأصبحت في النهاية جسرًا لنقل الخبرة الطبية لليونانيين القدماء إلى المجتمعات الإسلامية. كانت النصوص السريانية أسهل بكثير من النصوص اليونانية في الترجمة إلى العربية.
على الرغم من أن سرجيوس حافظ على اتصال وثيق بالعلماء النسطوريين في المناطق المجاورة، إلا أنه كان كاهنًا مسيحيًا ميافيزيًا. وفي عام 535 م، أرسله أفرام الآمدي، بطريرك أنطاكية الأرثوذكسي، إلى روما، ورافق البابا أغابيتوس الأول إلى القسطنطينية. وهناك توفي في العام التالي.