كان سجن صيدنايا المعروف أيضًا باسم المسلخ البشري سجنًا عسكريًّا ومعسكرًا للإبادة يقع شمال العاصمة السوريّة دمشق افتُتح سنة 1987. واستخدم لاحتجاز آلاف السجناء من المدنيين أو المعارضين للحكومة أو السجناء السياسيين. ويُشار إليه بأنّه أكثر سجن سريّةً وقسوةً في سوريا ومن أكثر السجون سيئة الصيت عبر التاريخ، ولقد لُقِّب بـ"المسلخ البشري" لاشتهاره بفنون التعذيب والقتل والإعدام، ويقع بالقرب من بلدة صيدنايا على بعد حوالي 30 كيلومترًا إلى الشمال من دمشق. واعتُبر في البداية مركزًا لاحتجاز العسكريين، ولكن أضيف إليه لاحقا لاحتجاز آلاف السجناء، سواء من المعتقلين المدنيين أو المعارضين للحكومة، فضلاً عن السجناء السياسيين. ويُعد هذا السجن أكثر سجون نظام الأسد شهرةً، وهو رمزٌ للتعذيب الجسدي والنفسي والاعتداء الجنسي والإعدامات الجماعية. وبعد الاستيلاء عليه في 2024، نشرت هيئة تحرير الشام قائمة بموظفي السجن الهاربين، الذين أصبحوا من بين أكثر الهاربين المطلوبين في سوريا بعد عائلة الأسد.
وقدّر المرصد السوري لحقوق الإنسان في يناير 2021 أن 30 ألف معتقل قُتلوا بوحشية على يد نظام الأسد في السجن بسبب التعذيب وسوء المعاملة والإعدامات الجماعية منذ اندلاع الحرب الأهلية السورية، في حين قدّرت منظمة العفو الدولية في شهر فبراير 2017 أن «ما بين 5,000 و13,000 شخص أُعدموا خارج نطاق القضاء في صيدنايا بين سبتمبر 2011 وديسمبر 2015». وحددت منظمات حقوق الإنسان أكثر من 27 سجنًا ومركز احتجاز أدارتها حكومة الأسد في جميع أنحاء البلاد حيث يتعرض المعتقلون للتعذيب والقتل بشكل روتيني. وقد هرب منشق سوري اشتهر باسم «قيصر» من سوريا ومعه عشرات الآلاف من الصور تظهر جثث الذين قتلوا في تلك السجون، وصرح بأنه قام شخصيًا بتصوير القتلى وأنه خزن آلاف الصور الأخرى لضحايا آخرين.
وذكر أحد السجناء السابقين في السجن والذي احتُجز بسبب مشاركته في احتجاج سلمي غير عنيف لمنظمة العفو الدولية أن سجناء صيدنايا أُجبروا ما بين قتل أنفسهم أو قتل أحد أقاربهم أو أصدقائهم. وقال أنه في السجن الأول الذي كان فيه أُجبر السجناء على أكل لحوم البشر، لكن ذلك السجن كان «جنة» مقارنة بسجن صيدنايا. وقال أيضًا أن السجن الأول (فرع 215) كان للاستجواب وإن كان من خلال التعذيب، وعندما ينتهي الاستجواب ينقلونك إلى صيدنايا لتموت. وجرى تنفيذ ممارسات واسعة من التعذيب اللاإنساني في السجن؛ بدءًا من الضرب المبرح والاعتداءات الجنسية وقطع الرؤوس والاغتصاب والحرق إلى استخدام الألواح المفصلية المعروفة باسم «بساط الريح». وذكرت وزارة الخارجية الأمريكية في 2017 أنه جرى بناء محرقة في السجن للتخلص من جثث المعدومين.
في 8 ديسمبر 2024، استولت المعارضة السورية على السجن أثناء تقدمهم نحو دمشق، حيث وافقت إدارة السجن على تسليم السجن لقوات المعارضة مقابل انسحابهم الآمن. وبعد الاستيلاء جرى إطلاق سراح السجناء المتبقين في الجزء «الأبيض» من سجن صيدنايا من المرافق والمعارضون في صدد إطلاق سراح السجناء في الجزء «الأحمر» الأعمق من السجن.