زيغو أورنيا (وُلد باسم زيغو أورينشتاين أو أورنشتاين، وعُرف كذلك باسم «زي. أورنيا»؛ 28 أغسطس 1930 - 14 نوفمبر 2001). كان مؤرخًا ثقافيًا رومانيًا وناقدًا أدبيًا وكاتب سير وناشر كتب. ألّف العديد من الدراسات التي تناولت تطور الثقافة الرومانية بوجه عام، والأدب الروماني بوجه خاص، موثقًا النقاشات ونقاط التداخل بين النزعة المحافظة والنزعة القومية والاشتراكية. خصص أورنيا أعماله المبكرة والمحورية بالدرجة الأولى للتيارات الثقافية والسياسية في القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين، التي بشّرت بها جماعة «جونيميا»، والمفكرون اليساريون المنتمون إلى تيار «البوبورانيزم» وحلقة «ساماناتورول»، سواء جرت متابعتها بشكل مستقل أو في إطار مترابط. وامتدادًا لهذا البحث، كتب أورنيا مقالات بيوغرافية عن بعض أبرز منظّري تلك المرحلة، مثل تيتو مايوريشكو، وقسطنطين دوبروجيانو-غيريا، وقسطنطين ستير.
بدأ أورنيا، الذي أمضى جزءًا كبيرًا من مسيرته المهنية في ظل الحكم الشيوعي، باتباع نهج معارض للماركسية، رافضًا الرقابة الرسمية المفروضة على الكتّاب الذين يُنظر إليهم على أنهم «رجعيون»، ثم معارضًا لاحقًا للأشكال الناشئة من الشيوعية الوطنية. اشتهر بدفاعه عن الثقافة الغربية في مواجهة النزعة الانعزالية التي رُوّج لها خلال حكم نيكولاي تشاوشيسكو. كما اكتسب أورنيا إلمامًا واسعًا بمختلف أوجه التاريخ الاشتراكي، وهو ما قاده في نهاية المطاف إلى التخلي عن الأيديولوجية الماركسية. وبعد ثورة 1989، كرّس دراسته الأخيرة والرائدة لكشف الروابط الثقافية لليمين المتطرف والفاشية في رومانيا الكبرى خلال فترة ما بين الحربين العالميتين.
بالتوازي مع عمله في مجال دراسة التاريخ الثقافي الروماني، شغل زيغو أورنيا موقعًا بارزًا كناشر، وتولّى مناصب قيادية في دار النشر «ميريديانه» (Editura Meridiane) و«مينرفا» (Editura Minerva)، قبل تأسيسه دار النشر «هاسيفر» (Editura Hasefer) ويُديرها. عُرف بنشاطه الواسع كمؤرخ أدبي وكاتب مقالات، إذ اعتاد كتابة أعمدة ثابتة في مجلتي «رومانيا الأدبية» (România Literară) و«ديليما القديمة» (Dilema Veche) خلال العقود الأخيرة من حياته. زيغو أورنيا هو والد عالم الرياضيات والكاتب ليفيو أورنيا.