رحلة عميقة في عالم زعبلاوي

زعبلاوي هي قصة رمزية من تأليف الكاتب المصري نجيب محفوظ الحائز على جائزة نوبل للأدب عام 1988، نشرت لأول مرة عام 1961 واعيد نشرها ضمن مجموعة «دنيا الله» القصصية عام 1972 تأثرت بعض كتابات محفوظ بالفلسفة الادبية التي اتاحت له طرح قضايا تمس القيود والأعراف واحيانا التمرد على الضوابط وهو ما يسبب للأدباء والفلاسفة عامة متاعب كثيرة فقد ورد على لسان محفوظ وهو يتحدث عن مرحلته الدراسية المتأخرة:«كانت العلاقة بيني وبين الشيخ عجاج (مدرس البيان) ودية للغاية وكان من المعجبين بإسلوبي في الكتابة. كما كان يعتبر موضوعاتي في الإنشاء نماذج تحتذى للتلاميذ. وكان يعكر صفو هذه العلاقة أحيانا بعض الأفكار التي أضمنها هذه الموضوعات ويعتبرها الشيخ مساسا بالدين. ففي تلك الفترة كانت نظرتي للدين تتسم ببعض التحرر، ولكني أؤكد أنها كانت نظرة تحررية وليست كافرة. كنت مثلا أكتب موضوعا عن عظماء التاريخ وأضع بينهم محمد(ص) فكان الشيخ عجاج يعتبر هذا مساسا بقدر النبي وإنزال من شأنه»

و تحتوي قصة زعبلاوي على الطابع الصوفي نسبيا، فقد ذكر محفوظ تعلقه في الافكار الصوفية قائلا: «عندما وضعت لنفسي برنامجا للتثقيف الذاتي في بداية حياتي. كان جزء كبير من هذا البرنامج يتعلق بدراسة الديانات الكبرى وتاريخ الحضارة استغرقني الكتابات الصوفية والإسلامية. ورغم أني لا أومن بأفكار الصوفية ومعتقداتهم كما يؤمن بها المتصوفون، فإنني وجدت في قراءة كتبهم وتأملها راحة عقلية ونفسية كبيرة. جذبتني في الصوفية فكرة السمو الروحي. وفي المقابل لم أقتنع بفكرة رفض الدنيا. فلا أتصور مذهبا دينيا يرفض الدنيا أبدا.»

وتعتبر قصة زعبلاوي قصة رحلة معكوسة في مدارج المعرفة. البحث عن زعبلاوي قد تم في طريق انحداري من أعلى أشكال المعرفة إلى أدناها، ومن أحدثها إلى أقدمها: أي من العلم إلى الفن إلى الحدس الصوفي، ولا يستطيع أحد أن يقول إن الخيبة التامة كانت هي ثمرة هذه الرحلة المعكوسة. ولكن لا يستطيع أحد أن يقول إن ثمة ظمأ قد رُوِيَ أو جوعا قد أشبع. كل ما هنالك أن وجود الزعبلاوي قد أمسى في خاتمة الرحلة بحكم المؤكد ولكن لم يتأكد إلا ليتأكد معه تعذر لقائه والوصول إليه.

قراءة المقال الكامل على ويكيبيديا ←