ريغرسبورغ (Riegersburg)؛ هي بلدة سوقية تقع في مقاطعة سودوستشتايرمارك بولاية شتايرمارك النمساوية، يبلغ عدد سكانها حوالي 4950 نسمة (إحصائيات يناير 2025)، وتغطي مساحة 71 كم²، ويبلغ ارتفاعها 377 متر فوق سطح البحر، تقع البلدة على بعد حوالي 39 كم شرقي غراتس عاصمة الولاية، وحوالي 7 كم شمال شرقي عاصمة المقاطعة فيلدباخ، تقع على تلال منطقة البراكين بولاية، ضمن الهضاب الشرقية ، ويعلوها من بعيد صخر بركاني ضخم من البازلت بارتفاع يقارب 484 متر، تحيط بها واحدة من أفضل القلاع الباقية بشكل كامل لتهيمن على كامل القرية، مما يجعلها مرئية من مسافات بعيدة وتمنحها موقعًا دفاعيًا طبيعيًا فريدًا.
وتُعد من أبرز المعالم التاريخية والسياحية في جنوب شرق البلاد، فتاريخ الاستيطان في الموقع يعود إلى العصر الحجري الحديث، حيث وُجدت آثار سكنية منذ نحو ستة آلاف عام، ثم استُخدم الموقع في العصور الكارانتانية كحصن للجوء، قبل أن تُبنى القلعة نفسها في القرن الثاني عشر. عبر القرون، انتقلت ملكيتها بين أسر نبيلة مثل آل ريجيرسبورغ-فيلدون وآل والسي، ثم آل كوينرينغ، وصولًا إلى آل ليختنشتاين الذين حافظوا عليها حتى اليوم.
القلعة ارتبطت بشخصيات بارزة مثل إليزابيث كاترينا فون غالر، المعروفة بـ"ليزل السيئة"، التي حصّنتها في القرن السابع عشر ضد الغزوات العثمانية، حتى وصفها القائد العسكري مونتيكوكولي بأنها "أقوى حصن المسيحية"، التحصينات شملت ستة بوابات، أحد عشر برجًا دفاعيًا، وأسوارًا بطول ثلاثة كيلومترات تحيط بمساحة 15 هكتارًا، مما جعلها ملاذًا للسكان المحليين في أوقات الخطر، بعد وفاتها، استكمل آل بورغشتال أعمال التحصين، ثم انتقلت القلعة إلى آل ليختنشتاين الذين أنقذوها من التدهور خلال الحرب العالمية الثانية.
اليوم تُعد القلعة مركزًا ثقافيًا وسياحيًا، حيث تستضيف معارض تاريخية مثل معرض محاكمات السحرة، وتقدم عروض الطيور الجارحة، إضافة إلى مسارات مشي ومصاعد حديثة تسهّل الوصول إليها، وكما تُعرف المنطقة المحيطة باسم "شتايرمارك البركانية" بسبب طبيعتها الجيولوجية، وتشتهر بزراعة الكروم وإنتاج النبيذ.