إيان روبرت ماكسويل (بالإنجليزية: Ian Robert Maxwell)، واسمه الأصلي يان لوفيك هايمان بنيامين هوخ، وُلد في 10 يونيو 1923 وتوفي في 5 نوفمبر 1991، هو رجل أعمال وناشر وسياسي بريطاني من أصل تشيكوسلوفاكي يهودي، اشتهر لاحقًا بضلوعه في واحدة من أكبر فضائح الاحتيال المالي في تاريخ بريطانيا الحديث.
وُلد ماكسويل في مقاطعة روتشافا (حينها ضمن تشيكوسلوفاكيا) لعائلة يهودية، تمكن من الفرار من الاحتلال النازي خلال الحرب العالمية الثانية. انضم إلى الجيش التشيكوسلوفاكي في المنفى، ثم خدم في الجيش البريطاني حيث مُنح وسام الصليب العسكري تقديرًا لشجاعته في القتال. دخل مجال النشر بعد الحرب وأسّس شركة "برغامون برس" ، التي تحوّلت تحت قيادته إلى واحدة من أبرز دور النشر الأكاديمية في أوروبا.
في ستينيات القرن العشرين، شغل ماكسويل منصب عضو في البرلمان البريطاني عن حزب العمال (1964–1970)، لكنه عاد بعد ذلك إلى النشاط الاقتصادي، حيث توسّع في تملّك مؤسسات إعلامية بارزة، من بينها مجموعة "ميرور" للصحف، و"شركة الطباعة البريطانية" ، و"ماكميلان بابليشينغ".
عُرف ماكسويل بنمط حياة فخم واستعراضي؛ فقد كان يقطن قصر "هيدنغتون هيل هول" في أوكسفورد، ويملك طائرة هليكوبتر ويختًا فاخرًا أطلق عليه اسم "ليدي غيسلين" نسبةً إلى ابنته غيسلين ماكسويل. كما اشتهر بسلوكه الحاد وقدرته على خوض معارك قانونية وإعلامية متكررة.
في أواخر الثمانينيات، بدأت ديونه تتراكم بشكل كبير، واضطر عام 1989 إلى بيع عدد من أصوله، بما في ذلك شركة "برغامون برس"، لتغطية التزاماته المالية. وفي 5 نوفمبر 1991، عُثر على جثته طافية في المحيط الأطلسي قرب جزر الكناري، بعد أن اختفى من على متن يخته الخاص. ورغم أن ظروف وفاته ما تزال غامضة، إلا أن التحقيقات الرسمية رجّحت فرضية السقوط العرضي. دُفن ماكسويل لاحقًا في القدس.
أدت وفاته إلى انهيار إمبراطوريته الإعلامية، حيث طالبت البنوك باسترداد قروضها، وسرعان ما تكشّف أن ماكسويل كان قد اختلس مبالغ ضخمة من صناديق التقاعد التابعة لشركاته، قُدّرت بمئات الملايين من الجنيهات الإسترلينية. تقدّمت شركاته بطلبات للإفلاس عام 1992، وكشفت التحقيقات عن تورّطه في واحدة من أسوأ عمليات الاختلاس في تاريخ بريطانيا، ولا سيما في ما عُرف بفضيحة صندوق تقاعد مجموعة "ميرور".