ذوبان خروتشوف (بالروسية: хрущёвская о́ттепель أو khrushchovskaya ottepel، أو: أُوتِيبِل) يُقصد به ما بين أوائل خمسينيات القرن العشرين وأوائل ستينياته، حين خفّ القمع والرقابة في الاتحاد السوڤييتي، وسُرِّح ملايين المعتقلين السياسيين السوڤييتيين من معسكرات الغولاغ، بفضل سياسات نيكيتا خروتشوف التي استَهدفت التراجع عن سياسات ستالين والتعايش السلمي مع الدول الأخرى.
دخل الذوبان حيز الإمكان بموت جوزيف ستالين في مارس 1953. فندَّد خروتشوف (الأمين الأول للحزب الشيوعي السوفييتي حينئذ) بالأمين العام السابق في «الخطاب السري» الذي ألقاه في «المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي»، ثم أطاح بالستالينيِّين خلال صراعه على السلطة في الكرملين. اتُّخذ المصطلح على اسم رواية «الذوبان» (بالروسية: Оттепель) التي أصدرها إيليا إيرِنبُرغ في 1954، وكانت رائجة حينئذ. من أبرز ما شهدتْه فترة الذوبان: زيارة خروتشوف لبكين بجمهورية الصين الشعبية في 1954، وزيارته لِبلغراد اليوغوسلافية في 1955 (وقد كانت علاقة البلدين توترت منذ «انفصال تيتو وستالين» في 1948)، واجتماعه لاحقًا ذلك العام مع دوايت أيزنهاور، وفوق ذلك كله زيارته للولايات المتحدة في 1959.
أحدث الذوبان تحوُّلًا لا رجعة فيه في المجتمع السوڤييتي كله، إذ فتح الباب لبعض الإصلاحات الاقتصادية والتجارة الدولية، ولاتصالات تعليمية وثقافية، ومهرجانات وكُتب ومؤلفين، وأفلام أجنبية وعروض فنية ورقص وموسيقا شعبية وموضات جديدة، ومشاركة كبيرة في البطولات الرياضية الدولية. لم يتوقف صراع الخروتشوفيين والستالينيين على السلطة، لكنه أضعف الحزب الشيوعي السوڤييتي في نهاية المطاف.
أتاح الذوبان: بعض الحرية المعلوماتية في وسائل الإعلام والفنون والثقافة، ومهرجانات دولية وأفلامًا أجنبية وكتبًا غير مراقَبة، وصورًا ترفيهية جديدة في التليفزيون الوطني الناشئ، منها الموسيقا الشعبية والاحتفاليات والمواكب والعروض الكوميدية وبرامج المنوعات، كبرنامج «الضوء الأزرق» (بالروسية: Голубой огонёк). وكل هذه التطورات السياسية والثقافية ساعدت على تحرير عقول ملايين، وغيرت الوعي الجمعي لأجيال سوڤييتية عديدة.
تراجع ليونيد بريجنيف عن سياسة الذوبان بُعَيدما خلف خروتشوف، إذ ألغى تحرُّر الاتحاد (مع أن هذا عارض تأييده للذوبان في عهد خروتشوف).