اكتشف أسرار دوشيرمة

نظام الدوشيرمة (باللغة التركية العثمانية: دوشيرمه، باللغة التركية: devşirme)هو أحد نُظُم الدولة العثمانية، ويقوم على جمع الأطفال المسيحيين المُختطفين من الأراضي المُحتلة، وخاصة من البلقان، ثم إخضاعهم لتدريب صارم بهدف تحويلهم إلى جنود إنكشارية أو بيروقراطيين بارزين يخدمون في ديوان السلطان مباشرة.

لعب الدوشرميون دورًا رئيسيًا في حكم الولايات العثمانية، حيث أصبحوا ولاة وقادة عسكريين بارزين، وساهم بعضهم في إعمار مناطق البلقان من خلال مشاريع بناء المساجد والمدارس والجسور وغيرها من المنشآت العامة. في بعض الحالات، استغل بعضهم مناصبهم لمساعدة عائلاتهم في موطنهم الأصلي.

بدأت الدولة العثمانية العملَ بنظام الدوشيرمة في منتصف القرن الرابع عشر، في عهد السلطان مراد الأول، كوسيلة لمواجهة القوة المتنامية للنبلاء الأتراك. يُشار إلى نظام الدوشيرمة أحيانًا باسم "ضريبة الدم"، بينما وُصف في بعض كتب تاريخ دول البلقان بأنه "العبودية العثمانية"، فقد وصف المؤرخ البريطاني ديفيد نيكول نظام الدوشيرمة بـ «الاستعباد الكامل»، وبأنه يمثل انتهاكًا لحماية أهل الذمة المكفولة بموجب قوانين الشريعة الإسلامية. يرفض المؤرخ التركي خليل إينالجك رأي نيكول، إذ يرفض في كتاباته وصف الصبيان المأخوذين للدوشيرمة بالعبيد الذين تحولوا للإسلام دفعة واحدة، حيث أنهم أصبحوا ولاة وقادة عسكريين بارزين ولم يكونوا عبيداً بل إنهم كثيرا ما تبوئوا منصب كبير الوزراء (الصدر الأعظم) للدولة العثمانية، ولم يُمنعوا أبداً من الزواج.

كل من شغل منصب «الصدر الأعظم»، في الفترة الممتدة بين منتصف القرن الخامس عشر وحتى منتصف القرن السابع عشر، مسيحي الأصل اعتنق الإسلام والتحق بنظام الدوشيرمة، ودُرّب وفقًا لنظام القصر. بدأ هذا النظام بالانحلال عام 1111 هـ / 1700 م، قاوم بعض العثمانيين الذين رغبوا بالحصول على مناصب عسكرية ومدنية محاولةَ إحياء نظام الدوشيرمة عام 1114 هـ / 1703 م، ثم أُلغي نظام الدوشيرمة بشكل كامل في الأيام الأولى من عهد السلطان أحمد الثالث.

لم يتم تجنيد الأطفال قسرًا وفي نظام الدوشيرمة، الذي قدّم لهم حياة جيدة، وكان متوسط أعمار المجندين 15.3 عامًا. ومع صعود الدوشيرمة إلى مناصب قوية، يُقال إن بعض الآباء المسيحيين في البوسنة كانوا يدفعون رشاوى للجنود لضمان اختيار أبنائهم للانضمام إلى النظام.

قراءة المقال الكامل على ويكيبيديا ←