في أعقاب الغزو العراقي للكويت في أغسطس/آب 1990، تبنى العديد من الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة موقفاً مؤيداً للعراق، في حين تبنى ياسر عرفات ومنظمة التحرير الفلسطينية موقفاً أكثر غموضاً، والذي كان يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه مؤيد للعراق. وكان الدعم الفلسطيني للعراق مدفوعاً بعدد من العوامل، بما في ذلك ربط الرئيس العراقي صدام حسين بين أزمة الخليج والاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، والإحباطات إزاء المسار المتعثر للانتفاضة الأولى، والاستياء تجاه دول الخليج الأكثر ثراءً.
ارتدّ هذا الموقف بنتائج عكسية بشكل كبير، إذ قوبل الغزو العراقي والدعم الفلسطيني له بإدانة دولية شبه إجماعية، وهُزم العراق هزيمةً ساحقة وسريعة في حرب الخليج. ونتيجةً لذلك، طُرد معظم الفلسطينيين في الكويت من البلاد، وانقطع معظم التمويل العربي لمنظمة التحرير الفلسطينية، وفرض الجيش الإسرائيلي حظر تجول لمدة ستة أسابيع على الضفة الغربية وغزة، وتضررت المكانة الدبلوماسية لمنظمة التحرير الفلسطينية بشدة. وصف فيليب مطر من معهد الدراسات الفلسطينية حرب الخليج بأنها "واحدة من أسوأ النكسات التي تعرض لها الفلسطينيون في العصر الحديث". وكتب أنتوني لويس من صحيفة نيويورك تايمز أن "القومية الفلسطينية ارتكبت على مدى عقود طويلة أخطاءً سياسيةً فادحة. ولعل هذه هي أسوأها".