لدى الحيوانات، يمثل داء الكلب أحد الأمراض الفيروسية حيوانية المنشأ الموجهة للعصب التي تسبب التهاب الدماغ وتنتهي عادة بالموت. يصيب داء الكلب الثدييات بشكل أساسي، ويتطور نتيجة العدوى بفيروس داء الكلب. أظهرت التجارب المخبرية أيضًا قدرة الفيروس على إصابة الطيور، بالإضافة إلى إصابة الخلايا المزروعة العائدة إلى الطيور، والزواحف والحشرات. تتعرض أدمغة الحيوانات المصابة بداء الكلب للتدهور. نتيجة لذلك، تميل هذه الحيوانات إلى إظهار سلوكيات غريبة وغالبًا ما تصبح عدوانية، ما يزيد من احتمالية عض شخص ما أو حيوان آخر وانتقال عدوى المرض إليه.
بالإضافة إلى العدوانية غير المنطقية، يمتلك الفيروس القدرة على تحريض رهاب الماء («الخوف من الماء») – تختبر المصاب تقلصات عضلية مؤلمة في الحلق أو الحنجرة عند محاولة شرب الماء أو بلعه – إلى جانب زيادة إفراز اللعاب. يساهم هذا في زيادة خطر انتقال العدوى، نظرًا إلى تضاعف الفيروس وتراكمه في الغدد اللعابية وانتقاله بشكل أساسي عن طريق العض. قد يؤدي تراكم اللعاب في بعض الأحيان إلى ظهور تأثير «رغوة الفم»، الذي يرتبط لدى العامة والثقافة الشعبية بشكل شائع مع داء الكلب لدى الحيوانات؛ مع ذلك، لا يظهر هذا التأثير في جميع حالات داء الكلب، ويمكن للفرد حمله دون ظهور أعراض نمطية.
تحدث غالبية حالات انتقال عدوى فيروس الكلب من الحيوانات المصابة إلى البشر في الدول النامية. في عام 2010، أظهرت التقديرات وفاة ما يقارب 26,000 شخص جراء هذا المرض، إذ شهدت وفيات الكلب تراجعًا مقارنة بعام 1990 الذي سجل 54,000 وفاة. تفيد تقارير منظمة الصحة العالمية (دبليو إتش أو) أن الوفيات البشرية الناجمة عن داء الكلب عائدة بشكل رئيسي إلى الكلاب، التي ساهمت بما يصل إلى 99% من حالات انتقال العدوى إلى البشر. من الممكن الوقاية من داء الكلب لدى الكلاب، والبشر والحيوانات الأخرى عن طريق اللقاحات.