حقائق ورؤى حول خميرة

الخميرة أو الخمائر، هي كائنات حقيقية النواة أحادية الخلية، تنتمي إلى مملكة الفطريات. يعود تاريخ ظهورها إلى مئات الملايين من السنين، ويُعرف حاليًا نحو 1500 نوع منها، مما يشكل ما يقارب 1% من إجمالي الأنواع الفطرية الموصوفة.

تتمتع بعض أنواع الخمائر بالقدرة على اكتساب خصائص متعددة الخلايا، حيث تُكوّن سلاسل من الخلايا المتصلة عبر التبرعم، تُعرف بالخيوط الكاذبة أو الخيوط الفطرية أو تتطور سريعًا إلى تجمعات خلوية متعددة ذات عضيات متخصصة. يختلف حجم الخمائر تبعًا للنوع والبيئة، حيث يتراوح قطرها عادة بين 3 و4 ميكرومتر، بينما يمكن لبعضها أن ينمو ليصل إلى 40 ميكرومتر. تتكاثر غالبية الخمائر لا جنسيًا عبر الانقسام المتساوي، وغالبًا من خلال عملية التبرعم، وهو انقسام غير متماثل. ونظرًا لطبيعتها أحادية الخلية، تختلف الخمائر عن الفطريات العفنة التي تنمو على شكل خيوط فطرية. أما الفطريات القادرة على التكيف بين الحالتين وفقًا للظروف البيئية، فتُعرف بالفطريات ثنائية الشكل.

تُعد خميرة البيرة من أكثر الأنواع شهرة، حيث تقوم بتحويل الكربوهيدرات إلى ثاني أكسيد الكربون وكحول بعملية تسمى التخمير، وهي خاصية استُخدمت منذ آلاف السنين في الخبز وصناعة المشروبات الكحولية. كما أن هذا النوع يُعتبر نموذجًا مهمًا في الأبحاث العلمية الحديثة حول بيولوجيا الخلايا الحقيقية النواة، إذ يتم زراعته لدراسة تفاصيل الخلية الحية وفهم بيولوجيا الإنسان. في المقابل، هناك أنواع أخرى مثل مبيضة بيضاء، التي تُعرف بكونها مسببة للعدوى الانتهازية، حيث يمكن أن تتسبب في التهابات لدى البشر. في السنوات الأخيرة، استُخدمت الخمائر في توليد الكهرباء عبر خلايا الوقود الميكروبية، كما لعبت دورًا في إنتاج الإيثانول لصناعة الوقود الحيوي.



لا تنتمي الخمائر إلى مجموعة تصنيفية أو تطورية واحدة، حيث يُستخدم مصطلح "الخميرة" غالبًا للإشارة إلى خميرة البيرة، إلا أن التنوع التطوري للخمائر يُبرز انتماءها إلى فصيلتين منفصلتين: الفطريات الزقية والفطريات الدعامية. وتُصنَّف الخمائر المتبرعمة، أو ما يُعرف بـ"الخمائر الحقيقية"، ضمن رتبة السكيريات التابعة لفصيلة الفطريات الزقية.

قراءة المقال الكامل على ويكيبيديا ←