حملة نادر على داغستان المصطلح التاريخي لوصف الحملات التي شنتها إيران بقيادة حاكمها الأفشاري نادر شاه بين عامي 1741 و1743 م من أجل إخضاع منطقة داغستان بالكامل في منطقة شمال القوقاز. وقد دار الصراع بين الدولة الفارسية من جهة والليزجين مع عدد لا يحصى من القبائل القوقازية الأخرى في الشمال من جهة أخرى، كانت الحملة تدور بشكل متقطع خلال منتصف ثلاثينيات القرن الثامن عشر، وخلال أول رحلة استكشافية قصيرة لنادر في القوقاز حتى السنوات الأخيرة من حكمه واغتياله عام 1747 م بمناوشات وغارات طفيفة. جعلت التضاريس الصعبة جدًّا في منطقة شمال القوقاز مهمة إخضاع الليزجين مهمة صعبة للغاية. وعلى الرغم من ذلك، فقد اكتسب نادر شاه العديد من المعاقل والحصون من الداغستانيين ودفعهم إلى حافة الهزيمة. إلا أن الليزجينيون تنكنوا من الصمود في أقصى شمال داغستان، واستمروا في تحدي الهيمنة الفارسية.
دارت رحى هذا الصراع على مدى سنوات طويلة، ولم تشهد سوى أعوام قليلة من القتال العنيف الفعلي، غالباً حينما كان نادر نفسه حاضراً في الميدان. أما في سائر الأوقات، فاقتصر الأمر على مناوشات وغارات متفرقة. وكان معظم القتلى في صفوف الفرس نتيجة قسوة الأحوال الجوية وتفشّي الأوبئة، وهي عوامل تضافرت مع العزيمة التي لا تلين لدى الليזْغيين على خوض حرب عصابات والانسحاب إلى معاقلهم البعيدة كلما تهدّدوا بمعركة فاصلة، لتحوّل الحرب بأسرها إلى مستنقع يستنزف قوات نادر. وفي نهاية المطاف، ما إن بلغ الليزغيين المتحصنين في القلاع الشمالية خبر اغتيال نادر، حتى زحفوا جنوباً واستعادوا معظم أراضيهم التي فقدوها، فيما كانت الإمبراطورية الفارسية تتداعى وتنهار.
في عام 1741 م، تعرّض نادر لمحاولة اغتيال قرب دربند. وعندما زعم المُعتدي أنّ ابنَه رضا قُلي هو من جنّده لتنفيذ العملية، أمر الشاهُ بإعماء ابنه الأكبر انتقاماً، وهو فعلٌ ندم عليه لاحقاً أشد الندم. وقد ذكر مروي أنّ نادر بدأ يُظهر علامات التدهور الجسدي والاضطراب العقلي. وفي النهاية، اضطر الشاه إلى إعادة فرض الضرائب بسبب نقص الأموال، فأدّت الجبايات الباهظة إلى اندلاع تمرّدات عديدة.