الحشوية لفظ يُستخدم في وصف كل من يحشو الأدلة لإثبات عقائده دون منهجية أو تحقيق، ويرى بعض الأكاديميين المعاصرين بأن هذا المصطلح: «عبارة عن اتجاه عام وتيار فكري موجود داخل الكثير من المذاهب والطوائف المختلفة، مُتمثلا في الاتجاهات القائلةِ بالتشبيه والتجسيمِ، والاتجاهاتِ المنحية للعقلِ بالكلية، وكذا التي تروي الموضوعات من الأحاديث والآثار، ولا تميز بين الصحيح والموضوع». ويُستخدم اللفظ المتكلمون وعلماء العقيدة والفلاسفة في توصيف بعض الفرق الإسلامية، وقد اختلفت الفرق الإسلامية والمتكلمون في العقائد في تعريف الحشوية، فعرفتها كل فرقة من وجهة نظرها. وذُكر الحشوية هم من يثبتون الصفات لله، أو هم من يثبتون خلق الله لأفعال العباد. وقيل إن الحشوية هم من يُشَبِّهُونَ الله بخلقه. وعند بعض علماء الحديث، الحشوية هم من يحشون الأحاديث الصحيحة بالأحاديث الضعيفة.
وقد ظهر مصطلح الحشوية على يد الجهمية الذين كانوا يصفون كل من يثبت الصفات لله بالحشوية، ثم أطلقه عمرو بن عبيد على كل من يثبت خلق الله لأفعال العباد بالحشوي، ثم أطلقته الباطنية والقرامطة على من يفسرون آيات الصلاة والزكاة تفسيراً ظاهريًّا.
ويرى بعض العلماء أن مصطلح الحشوية لا يختص بفرقة معينة لها أصولها كالأشعرية والمعتزلة والسلفية، وإنما هو لفظ ذم وتشويه ترمي به كل طائفة الأخرى، وفي هذا يقول ابن تيمية: «فأما لفظ الحشوية فليس فيه ما يدل على شخص معين ولا مقالة معينة، فلا يدرى من هم هؤلاء».