السَّيِّد حسن عبد الكريم نصر الله (1380- 1446 هـ / 1960- 2024 م) هو الأمين العام الثالث لحزب الله، تولَّى هذا المنصب في 16 فبراير 1992 بعد اغتيال السيد عباس الموسوي على يد إسرائيل. شغل هذا المنصب حتى اغتياله في 27 سبتمبر 2024.
وُلد نصر الله في برج حمود، وعاش في مِنطقة الكارنتينا. تعود أصوله إلى بلدة البازورية في جنوبيِّ لبنان، واضطُرَّت عائلته للنزوح إلى بيروت بحثًا عن فرص عمل. يُلقَّب بـ "السيِّد" نسبة إلى انتمائه لعائلة نصر الله.
في أعقاب الغزو الإسرائيلي للبنان عام 1982، احتلت إسرائيل جنوبيَّ لبنان بالتعاون مع جيش لبنان الجنوبي بقيادة أنطوان لحد. قاد نصر الله ما بين 1985 و2000 العديدَ من العمليات العسكرية على الاحتلال الإسرائيلي، أفضَت إلى انسحاب إسرائيل الكامل من الجنوب اللبناني دون التوصُّل إلى أيِّ اتفاقية أو معاهدة مع لبنان.
في الانتخابات النيابية عام 1992، دخل حزب الله البرلمان اللبناني للمرَّة الأولى، بعد حصوله على 12 مقعدًا. وفي عام 2006، وقَّع نصر الله مذكرة تفاهم مع ميشال عون والتيار الوطني الحر، ما أسَّس لتحالف إستراتيجي استمرَّ حتى يوم اغتياله. وفي العام نفسه، اندلعت حرب تموز إثر قيام حزب الله بأسر جنديين إسرائيليين في عملية الوعد الصادق، واستمرَّت العمليات العسكرية بين الجانبين مدَّة 34 يومًا، وانتهت بقرار مجلس الأمن الدَّولي رقم 1701.
بدءًا من عام 2012، أصبح حزب الله طرفًا فاعلًا في الحرب الأهلية السورية، داعمًا للحكومة السورية. يُعد حسن نصر الله من أبرز قادة الشيعة في لبنان، ورمزًا لمِحوَر المقاومة ومعارضة إسرائيل. تحوَّل حزب الله تحت قيادته إلى عنصر فاعل في الحياة السياسية اللبنانية، وشارك في العديد من الحكومات واللجان النيابية.
صنَّفت الولايات المتحدة، والاتحاد الأوربي، وعددٌ من الدول الحليفة لهما حزب الله منظمةً إرهابية (على نحو كامل أو جزئي). في حين تَعُد روسيا الحزب منظمةً سياسية واجتماعية شرعية، فيما يستمرُّ في تلقِّي الدعم المستمرِّ من إيران. أما الصين، فتتبنَّى موقفًا محايدًا، وتحافظ على عَلاقات عامَّة مع الحزب.