حِزبُ الله أو المقاومة الإسلامية في لبنان هو حزب سياسي إسلامي شيعي مسلح مقره في لبنان تأسس عام 1982، وهو جزء من محور المقاومة الذي تقوده إيران ضد الولايات المتحدة وإسرائيل وحلفائهم في الشرق الأوسط، يقوم الحزب على الأيدولوجية الخمينية وولاية الفقيه. الجناح العسكري لحزب الله هو مجلس الجهاد، وجناحه السياسي هو حزب كتلة الوفاء للمقاومة في البرلمان اللبناني.
وبعد وفاة عباس الموسوي في عام 1992، ترأس الجماعة حسن نصر الله، حتى اغتياله في سبتمبر 2024. بعد الاغتيال تولى قيادة الجماعة هاشم صفي الدين لمدة ستة أيام، حتى قامت إسرائيل باغتياله أيضًا، وخلفه نعيم قاسم الذي تولى منصب الأمين العام لحزب الله في 27 أكتوبر 2024. مشروع الحزب هو جعل لبنان جزء من إيران فقال الأمين العام حينها حسن نصر الله: «مشروعنا الذي لا خيار لنا أن نتبنى غيره، كوننا مؤمنين عقائديين، هو مشروع دولة إسلامية وحكم الإسلام، وأن يكون لبنان ليس جمهورية إسلامية واحدة وإنما جزء من الجمهورية الإسلامية الكبرى، التي يحكمها صاحب الزمان ونائبه بالحق، الولي الفقيه الإمام الخميني».
بعد الغزو الإسرائيلي للبنان عام 1982، احتلّت إسرائيل جنوب لبنان، وأنشأت ميليشيا جيش لبنان الجنوبي، برزت فكرة حزب الله بين رجال الدين اللبنانيين الذين درسوا في النجف، والذين تبنوا النموذج الذي وضعه روح الله الخميني بعد الثورة الإيرانية عام 1979. بعد الفشل في الاتفاق على اسم للحزب الجديد. واتخذ مؤسسو الحزب الاسم الذي اختاره روح الله الخميني "حزب الله". تأسس حزب الله في أوائل الثمانينات كجزء من جهد إيراني لتجميع مجموعة متنوعة من الجماعات الشيعية اللبنانية المسلحة تحت سقف واحد. حزب الله يعمل كوكيل لإيران في الصراع بالوكالة بين إيران وإسرائيل الجاري. كان حزب الله قد صمم من قبل رجال الدين المسلمين ومولته إيران في المقام الأول لمضايقة الاحتلال الإسرائيلي. وكان قادته من أتباع آية الله الخميني، وقد تم تدريب قواته وتنظيمها من قبل وحدة من 1,500 من الحرس الثوري الذين وصلوا من إيران بإذن من الحكومة السورية، التي كانت تحتل لبنان في ذلك الوقت. وأوضح بيان حزب الله لعام 1985 أهدافه بأنها طرد «الأمريكيين والفرنسيين وحلفائهم بالتأكيد من لبنان، ووضع حد لأي كيان استعماري على أرضنا»، وتقديم الكتائب إلى «السلطة العادلة» وتقديمهم للعدالة «للجرائم التي ارتكبوها ضد المسلمين والمسيحيين»، والسماح «لجميع أبناء شعبنا» باختيار شكل الحكومة التي يريدونها، في حين يدعوهم إلى «اختيار خيار الحكومة الإسلامية».
شن حزب الله حملة حرب العصابات في جنوب لبنان، ونتيجة لذلك، انسحبت إسرائيل من لبنان في 24 مايو 2000، وانهار جيش لبنان الجنوبي واستسلم. وبدعم من إيران، قاتل مقاتلو حزب الله ضد القوات الصربية خلال الحرب البوسنية. وقد نمت القوة العسكرية لحزب الله بشكل كبير بحيث يعتبر جناحه شبه العسكري أكثر قوة من الجيش اللبناني. يوصف حزب الله بأنه «دولة داخل دولة»، وتطور إلى منظمة لها مقاعد في الحكومة اللبنانية، ومحطة إذاعية ومحطة تلفزيونية فضائية، وخدمات اجتماعية، ونشر عسكري واسع النطاق للمقاتلين خارج حدود لبنان. حزب الله هو جزء من تحالف 8 آذار داخل لبنان، في مواجهة تحالف 14 آذار. وحزب الله يحافظ على دعم قوي بين السكان الشيعة في لبنان، في حين أن السنة لم يوافقوا على جدول أعمال الجماعة. كما يجد حزب الله دعمًا من داخل بعض المناطق المسيحية في لبنان التي هي معاقل حزب الله. ويتلقى حزب الله التدريب العسكري والأسلحة والدعم المالي من إيران والدعم السياسي من سوريا. وحارب حزب الله وإسرائيل بعضهما البعض في حرب لبنان عام 2006.
بعد الاحتجاجات اللبنانية 2006–08 والاشتباكات، شُكِلت حكومة وحدة وطنية في عام 2008، وحصل حزب الله وحلفائه المعارضون على أحد عشر مقعدًا من ثلاثين مقعدًا، مما يمنحهم حق النقض. وفي أغسطس 2008، وافقت الحكومة اللبنانية الجديدة بالإجماع على مشروع بيان سياسي اعترف بوجود حزب الله كمنظمة مسلحة ويضمن حقه في «تحرير الأراضي المحتلة أو استردادها» (مثل مزارع شبعا). منذ عام 2012، ساعد حزب الله الحكومة السورية خلال الحرب الأهلية السورية في معركتها ضد المعارضة السورية التي وصفها حزب الله بأنها دسيسة صهيونية ومؤامرة وهابية صهيونية لتدمير تحالفها مع الأسد ضد إسرائيل، مما أدي لتراجع شعبيته بين الأوساط السنية والمعارضة للنظام السوري. وقد نشر الحزب قواته في كل من سوريا والعراق لمحاربة أو تدريب القوات المحلية لمحاربة داعش. وبمجرد اعتبارها حركة مقاومة في أنحاء كثيرة من العالم العربي، فإن هذه الصورة التي استندت إليها شرعية الجماعة قد تضررت بشدة بسبب الطبيعة الطائفية للحرب الأهلية السورية التي أصبحت متورطة فيها.
إن وضع حزب الله كحزب سياسي شرعي، أو جماعة إرهابية، أو حركة مقاومة، أو مزيجًا منها هو قضية مثيرة للجدل. وقد صنفت الجامعة العربية والولايات المتحدة وفرنسا ومجلس التعاون الخليجي وكندا واليابان وهولندا وإسرائيل حزب الله كمنظمة إرهابية. وحظر الاتحاد الأوروبي ونيوزيلندا والمملكة المتحدة وأستراليا الجناح العسكري لحزب الله كمنظمة إرهابية، مع التمييز مع الجناح السياسي لحزب الله. وتعتبر روسيا حزب الله منظمة اجتماعية وسياسية مشروعة. ولا تزال جمهورية الصين الشعبية محايدة، وتجري اتصالات مع حزب الله.
منذ اندلاع عملية طوفان الأقصى عام 2023، برز الحزب كطرف رئيسي في المواجهة مع إسرائيل، إذ بدأ عملياته العسكرية على الحدود اللبنانية الإسرائيلية دعمًا للفصائل الفلسطينية، قبل أن تتصاعد المواجهة إلى حرب شاملة تُعد الأعنف منذ عام 2006. خلال هذه المواجهة، اعتمد حزب الله استراتيجية هجومية شملت إطلاق الصواريخ والطائرات المسيّرة وتنفيذ عمليات نوعية ضد أهداف عسكرية إسرائيلية، في مقابل ضربات جوية وبرية إسرائيلية مكثفة استهدفت البنية التحتية ومراكز القيادة التابعة للحزب في مختلف مناطق لبنان، بما في ذلك اغتيال أمينه العام حسن نصرالله في غارة جوية إسرائيلية في سبتمبر 2024. وأدت التطورات العسكرية إلى تغييرات ميدانية وسياسية كبيرة في جنوب لبنان، حيث فرض الجيش اللبناني سيطرته على أكثر من 80% من مناطق جنوب الليطاني بعد وقف إطلاق النار في نوفمبر 2024، وتم تدمير أو مصادرة معظم الأسلحة المتوسطة والثقيلة التابعة للحزب. هذا الواقع الجديد أطلق نقاشًا داخليًا ودوليًا حول مستقبل سلاح حزب الله ودوره ضمن مؤسسات الدولة اللبنانية.
وفي 9 أبريل 2025 قال مسؤول بجماعة حزب الله لوكالة رويترز، إن الجماعة ستناقش مع الرئيس عون نزع سلاحها لأول مرة. وأضاف المسؤول في هذا السياق أنها يجب على إسرائيل الانسحاب من الأراضي اللبنانية ووقف هجماتها.وجاء ذلك بعد ما قالت نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس إن "لبنان ملتزم بهذه الخطوة وفق بنود القرار الأممي 1701، الذي ينص على نزع سلاح حزب الله على جميع الأراضي اللبنانية". وفي هذا السياق، اقترح الرئيس عون على أعضاء الحزب الانضمام إلى الجيش اللبناني بعد أن يتخلى حزب الله عن سلاحه.