حزب العدالة والتنمية هو حزب سياسي مغربي ذو توجهات إسلامية، أسسه المقاوم المغربي عبد الكريم الخطيب سنة 1967. فاز الحزب في الانتخابات البرلمانية المغربية 2011 والانتخابات البرلمانية المغربية 2016. هدفه هو المساهمة في بناء المغرب الديمقراطي الحديث في إطار ملكية دستورية.
تأسس الحزب عام 1967 في سياق التحولات السياسية والاجتماعية التي شهدها المغرب، حيث نشأ كامتداد لحركة التوحيد والإصلاح ذات الطابع الدعوي والتربوي. الحزب يحمل رؤية إصلاحية تسعى لتعزيز الشفافية ومحاربة الفساد وتحديث النظام السياسي ضمن إطار الملكية الدستورية. منذ البداية، تمكن الحزب من فرض وجوده في الساحة السياسية، معتمدًا على قاعدة شعبية واسعة في صفوف التيار المحافظ.
قاد الحزب مجموعة من الأمناء العامين الذين شكلوا ملامح مساره السياسي. تولى عبد الكريم الخطيب الأمانة العامة منذ التأسيس وحتى عام 2004، حيث لعب دورًا محوريًا في وضع اللبنات الأولى للحزب. بعد ذلك، جاء سعد الدين العثماني ليقود الحزب بين 2004 و2008، قبل أن يتولى عبد الإله ابن كيران القيادة من 2008 وحتى 2017، وهي فترة شهدت صعود الحزب إلى صدارة المشهد السياسي. بعد بنكيران، عاد سعد الدين العثماني ليقود الحزب مجددًا حتى عام 2021، ليتولى بنكيران الأمانة العامة مرة أخرى بعد النكسة الانتخابية التي تعرض لها الحزب في ذلك العام.
دخل الحزب البرلمان لأول مرة عام 1997 بحصوله على 9 مقاعد فقط، إلا أن هذا التمثيل المتواضع كان بداية لمسيرة صعود متواصل. في انتخابات 2011، حقق الحزب انتصارًا كبيرًا، متصدرًا المشهد بحصوله على أغلبية المقاعد البرلمانية، مما أهّله لتشكيل الحكومة برئاسة عبد الإله بنكيران. استمر الحزب في قيادة الحكومة بعد انتخابات 2016 تحت رئاسة سعد الدين العثماني. لكن في انتخابات 2021، عانى الحزب من تراجع كبير، إذ لم يحصل سوى على 13 مقعدًا، وهو ما مثّل انهيارًا لقاعدته الانتخابية التي كان يعتمد عليها.
طوال مسيرته، ركز الحزب على قضايا الإصلاح السياسي، وتعزيز الهوية الإسلامية للمغرب، وتحقيق التوازن بين التقاليد ومتطلبات الحداثة. كما ركز خلال فترتي حكمه على تحسين الخدمات العامة ومحاربة الفساد، لكنه واجه انتقادات لعدم الوفاء ببعض وعوده الانتخابية الكبرى. تبنّى الحزب المصباح رمزًا له، للدلالة على الشفافية والإصلاح، واختار اللونين الأبيض والأزرق للتعبير عن رؤيته.
رغم الانتكاسات الأخيرة، لا يزال الحزب فاعلًا في المشهد السياسي المغربي، معتمدًا على إرثه كحزب إصلاحي كان له دور محوري في قيادة الحكومة لعقد من الزمن، وتحقيق جزء من تطلعات الشارع المغربي.