حروب الأساقفة (بالإنجليزية: Bishops' Wars) بين عامي 1639 و1640 هي أولى الصراعات المعروفة إجمالًا باسم حروب الممالك الثلاث في اسكتلندا وإنجلترا وإيرلندا في الفترة من 1638 حتى 1651. تشمل هذه الحروب حرب الإحدى عشر عام والحروب الأهلية الإنجليزية الأولى والثانية والثالثة واحتلال كرومويل لأيرلندا.
نشأ أصل تلك النزاعات حول حكم كنيسة اسكتلندا، والمعروفة شعبيًا باسم كيرك، ويعود تاريخها إلى ثمانينيات القرن الخامس عشر. أيَّد الفرسان الإقطاعيين حكم الأساقفة، في حين أيَّد معظم الاسكتلنديين حكم الكنيسة المشيخية التي يرأسها القسيس. في القرن السابع عشر، كانت المناقشات حول الممارسة الدينية والبنيوية مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بوجهات نظر مختلفة للسلطة والحكم؛ ونتيجة لهذا، أدَّى الصراع إلى تغييرات كبرى في النظام السياسي الإسكتلندي، فضلًا عن النظام الكَنَسي.
وصلت الأمور إلى ذروتها عام 1637عندما حاول تشارلز الأول ملك إنجلترا فرض توحيد الممارسات على الكنيسة المشيخية وكنيسة إنجلترا، الأمر الذي لاقى معارضة كبيرة من قِبَل القساوسة وأتباع التطهيرية. وقد تعهد العهد الوطني لعام 1638 بمعارضة مثل هذه «التجديدات»، وفي ديسمبر صوتت الجمعية العامة لكنيسة اسكتلندا بطرد الأساقفة من كيرك. ثم أعقب ذلك في أغسطس عام 1639 سلسلة من القوانين التي سنَّها برلمان اسكتلندا والتي كانت بمثابة ثورة دستورية.
هزم أولياء العهد محاولات الملك تشارلز لإعادة فرض سلطته في عامي 1639 و1640، وتمكنوا من السيطرة على اسكتلندا، لكنهم سعوا للحصول على الدعم من المتعاطفين في أولستر وإنجلترا من أجل حماية المنطقة. وبما أن تشارلز قام بالسعي وراء الشيء ذاته، فلم تكن نتيجة هذا زعزعة استقرار اسكتلندا فحسب، بل إنجلترا وأيرلندا أيضًا، الأمر الذي انتهى بشنّ حروب الممالك الثلاث.