حادثة كلب منتصف الليل المثيرة هي رواية غموض صدرت عام 2003 للكاتب البريطاني مارك هادون. حازت الرواية وكاتبها عدة جوائز مرموقة، من بينها جائزة ويتبريد لأفضل رواية ولـ«كتاب العام»، وجائزة الكومنولث للكتاب لأفضل عمل أول، إضافة إلى جائزة الغارديان لأدب الأطفال. تعتبر الرواية من أبرز أعمال الأدب البريطاني الموجّه لليافعين، وقد لاقت انتشاراً واسعاً وترجمات متعددة حول العالم.
اعتبر هادون هذه الرواية أول عمل يكتبه للكبار بعد أن كانت مؤلفاته السابقة موجّهة للأطفال. وعلى نحو غير مألوف، أصدر الناشر طبعة منفصلة مخصّصة لفئة اليافعين، وقد لاقت هذه الطبعة بدورها نجاحاً واسعاً في سوق كتب الأطفال واليافعين.
تُروى الرواية بضمير المتكلم على لسان كريستوفر جون فرنسيس بوون، وهو فتى في الخامسة عشرة من عمره يعيش في مدينة سويندون بمقاطعة ويلتشير، ويُقدَّم بوصفه "طالب رياضيات يعاني بعض الصعوبات السلوكية". ورغم أنّ الرواية لا تُصرّح بحالته بشكل مباشر، فإنّ الغلاف يشير إلى متلازمة أسبرجر، كما يرى عدد من النقاد أنّ شخصية كريستوفر تنتمي إلى طيف التوحّد.
في يوليو 2009 صرّح هادون في مدونته بأن «حادثة كلب منتصف الليل المثيرة ليست رواية عن متلازمة أسبرغر»، مؤكداً أنها في جوهرها رواية عن الاختلاف والشعور بالاغتراب ورؤية العالم بطريقة مفاجئة وكاشفة. وأوضح أن البطل، بوصفه شخصية متنوّعة عصبياً (neuro-diverse)، يجسّد هذه الفكرة، وأن الرواية لا تتناول اضطراباً بعينه. كما أشار هادون إلى أنه ليس خبيراً في طيف التوحّد أو متلازمة أسبرغر.
اختار هادون ترقيم الفصول باستخدام الأعداد الأولية بدلاً من الترقيم المتسلسل التقليدي، في محاولة للتعبير عن رؤية مختلفة للعالم تتماشى مع منظور شخصية البطل. وقد كُتبت الرواية أصلاً باللغة الإنجليزية، ثم تُرجمت لاحقاً إلى ست وثلاثين لغة أخرى
يحمل الكتاب عنوانه من جملة قالها شيرلوك هولمز في قصة آرثر كونان دويل القصيرة بعنوان «مغامرة سيلفر بلايز»، حيث وردت العبارة ضمن حوار للمحقّق الشهير.
كريستوفر جون فرنسيس بوون فتى في الخامسة عشرة من عمره من مدينة سويندون بإنجلترا، يعيش مع والده «الأرمل» إد. وفي إحدى الليالي يكتشف كريستوفر أن كلب جارته السيدة شيرز، واسمه ولينغتون، قد قُتل بطعنة شوكة حديقة. وبينما كان يرثي الكلب، تتصل السيدة شيرز بالشرطة، وعندما يمسك أحد الضباط بذراعه يصاب كريستوفر بالهلع ويضربه، فيُعتقل بتهمة الاعتداء على شرطي قبل أن يُفرج عنه سريعاً بتحذير رسمي. يقرر كريستوفر التحقيق في مقتل الكلب رغم اعتراض والده، ويسجل كل ما يجمعه من معلومات في دفتر خاص. وخلال بحثه يتعرف إلى السيدة ألكسندر، وهي جارته المسنّة، التي تخبره بأن والدته كانت على علاقة بزوج السيدة شيرز.
يكتشف إد والد كريستوفر الدفتر الذي يدون فيه ابنه تفاصيل التحقيق، فيصادره. وأثناء بحث كريستوفر في غرفة والده عن الدفتر، يعثر على رسائل من والدته جودي، التي كان يعتقد أنها توفيت قبل عامين بسبب مرض في القلب، لكن الرسائل مؤرخة بتاريخ لاحق لوفاتها المزعومة. يدرك كريستوفر في النهاية أن والدته ما تزال على قيد الحياة وأنها تعيش في لندن مع السيد شيرز. يصاب بصدمة حادة ويدخل في حالة شبه جامدة. وبعد اكتشاف إد لما حدث، يعترف بأنه كذب بشأن وفاة جودي، كما يقرّ بأنه قتل الكلب ولينغتون غضباً إثر خلاف مع السيدة شيرز. عندها يقرر كريستوفر الهروب والعيش مع والدته في لندن.
بعد رحلة طويلة مليئة بالأحداث، حيث تهرب من رجال الشرطة ويشعر بالمرض والإرهاق بسبب القطارات والزحام من حوله، يتمكّن كريستوفر في النهاية من الوصول إلى منزل والدته والسيد شيرز، مما يسر والدته ويثير استياء السيد شيرز. بعد فترة وجيزة من وصوله، يرغب كريستوفر بالعودة إلى سويندون لأداء امتحان المستوى المتقدم في الرياضيات، لكن والدته تتواصل مع المدرسة لتأجيله. ومع ذلك، ينتهي الأمر بانفصال جودي عن السيد شيرز بسبب الصراع على كريستوفر، فتعود مع ابنها إلى سويندون ويعاد تحديد موعد الامتحان.
بعد جدال، توافق جودي على السماح لإد برؤية كريستوفر في زيارات يومية قصيرة. يبقى كريستوفر متوجسًا من والده، آملاً أن يُعاقب على قتله لكلب ويلينغتون. يهدي إد كريستوفر جروًا، ويعده بأن يعمل تدريجيًا على إعادة بناء الثقة بينهما. يوافق كريستوفر على محاولة استعادة الثقة التي فقدها والده خلال أحداث الرواية. ويعلن أنه سيواصل أداء الامتحانات والالتحاق بالجامعة، ويحقق درجات ممتازة في امتحان المستوى المتقدم في الرياضيات. تنتهي الرواية بكريستوفر متفائلًا بمستقبله، وقد بدأ في استعادة ثقة والده، إلا أن الطريق لا يزال طويلاً قبل أن يتمكنا من إعادة بناء الثقة المفقودة بالكامل.