كان جون أربوثنوت فيشر، البارون الأول فيشر، الحائز على وسام الحمام، ونيشان الاستحقاق، ووسام الملكي الفكتوري (25 يناير 1841-10 يوليو 1920)، والمعروف باسم جاكي أو جاكي فيشر، أميرال أسطول بريطاني. قضى فيشر أكثر من ستين عامًا في البحرية الملكية، إذ ساعدت جهوده لإصلاح الخدمة في الدخول في عصر التحديث، الذي شهد تفوق السفن الشراعية الخشبية المسلحة بمدفع الإلقام الفوقي بواسطة طرادات القتال ذات الهيكل الفولاذي، والغواصات وحاملات الطائرات الأولى.
اشتهر اسم فيشر كمبتكر واستراتيجي ومطور للبحرية، بالإضافة لكونه أميرالًا بحريًا شارك في المعارك الكبرى، وذلك على الرغم من تجربته الفعلية لكل ما سبق خلال حياته المهنية. أزال فيشر 150 سفينة لم تعد مفيدة في الخدمة الفعلية حينها عند تعيينه أمير البحر الأول في عام 1904، وشرع في بناء بدائل حديثة، وتطويره لأسطول حديث مُعد لمواجهة ألمانيا خلال الحرب العالمية الأولى.
رأى فيشر الحاجة إلى تحسين مدى ودقة ومعدل إطلاق نيران المدفعية البحرية، وأصبح من أوائل المؤيدين لاستخدام الطربيد، الذي كان يعتقد أنه سيحل محل البنادق الكبيرة لاستخدامها ضد السفن. قدم فيشر خلال استلامه للمنصب مدمرات قوارب الطربيد كفئة من السفن المصممة للدفاع ضد هجوم قوارب الطربيد أو الغواصات. قاد فيشر، بصفته أمير البحر الأول، عملية بناء إتش إم إس دريدنوت، وهي أول سفينة حربية كبيرة الحجم، ولكنه كان يعتقد أيضًا أن الغواصات ستصبح مهمة بشكل متزايد، وحث على تطويرها. شارك في إدخال المحركات البخارية لتحل محل المحركات المترددة، وفي إدخال زيت الوقود ليحل محل الفحم. قدم فيشر الخبز يوميًا على متن السفن، ولكنه اعتاد تناول البسكويت الصلب، الذي امتلأ بالخنافس غالبًا، عند دخوله الخدمة.
تقاعد لأول مرة من الأميرالية بشكل رسمي في عام 1910 في عيد ميلاده التاسع والستين؛ ولكنه أصبح أمير البحر الأول مرة أخرى في نوفمبر 1914. استقال بعد سبعة أشهر بسبب إحباطه من حملة جاليبولي التي بدأها تشرشل؛ وشغل بعدها منصب رئيس مجلس الحكومة للاختراعات والبحوث حتى نهاية الحرب.