قاد جورج واشنطن (22 فبراير 1732 – 14 ديسمبر1799) الجيش القاري في الحرب الثورية الأمريكية (1755 حتى 1783). كان مسؤولًا لفترة وجيزة عن جيش جديد عام 1798 بعد خدمته بصفة رئيسًا للولايات المتحدة (من عام 1789 حتى 1797).
لعب واشنطن دورًا مهمًا في الحروب الحدودية ضد الفرنسيين والهنود في خمسينيات وستينيات القرن الثامن عشر على الرغم من صغر سنه. لعب دور العسكري القائد في الثورة الأمريكية. عينه الكونغرس رئيس الأركان الأول للجيش القاري في 14 يونيو وذلك عندما اندلعت الحرب بمعارك ليكسينغتون وكونكورد في أبريل 1775. كانت المهمة التي تولاها ضخمة، تضمنت موازنة المتطلبات الإقليمية والتنافس بين أتباعه والروح المعنوية بين الجنود ومحاولات الكونغرس لإدارة شؤون الجيش عن كثب وطلبات حكام الولايات للدعم بالإضافة إلى الحاجة اللانهائية للموارد اللازمة لإطعام الجنود وكسوتهم وإعدادهم وتسليحهم وتحريكهم. لم يرأس عمومًا وحدات الميليشيا الكثيرة التابعة للدولة.
كان واشنطن غالبًا في خضم المعارك في السنوات الأولى من الحرب، بدءًا بإدارته حصار بوسطن التي أفضت إلى نهايته الناجحة ثم خسارته مدينة نيويورك وخسارة نيوجيرسي الوشيكة قبل أن يحقق انتصارات مفاجئة وحاسمة في ترينتون وبرينستون في نهاية موسم حملات عام 1776. كان عليه أن يتعامل في نهاية عامي 1775 و1776 مع مسألة انتهاء صلاحية التجنيد كون الكونغرس سمح بوجود الجيش لأعوام مفردة فقط. مع تأسيس هيكلية عسكرية دائمة عام 1777 وظهور التجنيد الصالح لثلاث سنوات، بنى واشنطن جيشًا موثوقًا مؤلفًا من قوات مدربة على الرغم من صعوبة تأمين العملة الصعبة والموارد بمختلف أنواعها. هُزم واشنطن مجددًا في الدفاع عن فيلاديلفيا لكنه أرسل دعمًا هامًا إلى هوراشيو غيتس جعلت هزيمة بورغوين في ساراتوجا أمرًا ممكنًا. بعد شتاء قاس في فالي فورج ودخول فرنسا إلى الحرب عام 1778، لاحق واشنطن الجيش البريطاني بعد انسحابه من فيلاديلفيا إلى نيويورك وخاض معركة غير حاسمة قرب محكمة مونموث في نيوجيرسي.
كانت نشاطات واشنطن من نهاية عام 1778 حتى 1780 تميل أكثر إلى كونها دبلوماسية وتنظيمية إذ بقي جيشه خارج مدينة نيويورك مراقبًا لجيش سير هنري كلينتون الذي كان يسيطر على المدينة. خطط واشنطن مع الفرنسيين للوصول إلى أفضل سبل التعاون ضد البريطانيين ما أدى في النهاية إلى محاولات فاشلة لطرد البريطانيين من نيوبورت في رود آيلاند وسافانا في جورجيا. ووجه انتباهه أيضًا إلى الحرب الحدودية التي استدعت الحملة العسكرية للجيش القاري عام 1779 والتي قادها جون سوليفان في شمال نيويورك. بدأ واشنطن بفصل عناصر من جيشه لمواجهة الخطر المتنامي في فيرجينيا عندما أرسل الجنرال كلينتون الجنرال المنشق بينيديكت أرنولد لشن غارة عليها. أعطى وصول اللورد كورنواليس إلى فرجينيا بعد حملاته في الجنوب الفرصة لواشنطن لتوجيه ضربة حاسمة. تحرك جيش واشنطن والجيش الفرنسي جنوبًا لمواجهة كورنواليس، وعطلت البحرية الفرنسية المتعاونة تحت إمرة الأميرال دي جراس المحاولات البريطانية للسيطرة على خليج تيشزبيك بنجاح، ما أغلق الطوق بالكامل على كورنواليس الذي استسلم بعد حصار يوركتاون في أكتوبر 1781. على الرغم من أن معركة يوركتاون حددت نهاية الأعمال القتالية المهمة في أمريكا الشمالية، ظل البريطانيون يحتلون نيويورك ومدنًا أخرى، لذا كان على واشنطن أن يحافظ على الجيش في وجه كونغرس مفلس وقوات متمردة أحيانًا بسبب الظروف والرواتب. حُل الجيش بشكل رسمي بعد السلام عام 1783 واستقال واشنطن من منصبه رئيسًا للأركان في 23 ديسمبر عام 1783.