أبعاد خفية في جزر رياو

تُعد مقاطعة جزر رياو (بالإندونيسية: Kepulauan Riau)، مقاطعةً في إندونيسيا، تتكون من مجموعة من الجزر في الجزء الغربي من إندونيسيا. أُسست عام 2002 بعد انفصالها عن مقاطعة رياو المجاورة. عاصمة المقاطعة تانجونغ بينانغ، وأكبر مدنها باتام. تفصلها حدود بحرية عن رياو وجامبي في الغرب، وعن جزر بانغكا بيليتونغ في الجنوب، وعن سنغافورة في الشمال الشرقي، وعن ماليزيا وكالمنتان الغربية في الشرق، وعن فيتنام وكمبوديا في الشمال. وفيها 2408 جزيرة (منها 1,798 جزيرة مُسماة) تتوزع بين سومطرة وشبه جزيرة ملايو وبورنيو، وتشمل أرخبيل رياو. تُطل مقاطعة جزر رياو على واحد من أكثر ممرات الشحن ازدحامًا في العالم، على طول مضيق ملقا وبحر ناتونا (بحر الصين الجنوبي)، وتشترك في حدودها المائية مع دول مجاورة مثل سنغافورة وماليزيا وبروناي. تحتوي جزر رياو على موارد معدنية وطاقية محتملة كبيرة، إضافةً إلى الموارد البحرية.

أسهمت جزر رياو في التاريخ البحري والحضاري في منطقة النُسَنْطَرة. بين القرنين السابع والثالث عشر، تأثرت المنطقة بإمبراطورية سريفيجايا القوية، التي كانت مملكة بحرية كبرى سيطرت على طرق التجارة في مضيق ملقا. اكتُشفت أدلة على تأثير سريفيجايا في جزر رياو، منها نقش باسير بانجانغ في جزيرة كاريمون، الذي يُظهر ممارسات دينية منها آثار «بصمة قدم بوذا»، وهو ما يشير إلى الاستيطان المبكر وانتشار البوذية قبل وصول الإسلام بزمن طويل.

بعد تراجع سريفيجايا، أصبحت جزر رياو جزءًا من مملكة بنتان نحو عام 1100 ميلادي، وكان راجا إسكندر سياه أحد أبرز حكامها. في الفترة اللاحقة، أصبحت جزر رياو جزءًا من سلطنة جوهر، التي قُسمت لاحقًا بين جزر الهند الشرقية الهولندية ومالايا البريطانية، بعد المعاهدة الأنجلو هولندية عام 1824، التي وضعت الأرخبيل تحت النفوذ الهولندي. تأسست في المنطقة محمية هولندية، سُميت سلطنة رياو لينجا، بين 1824 و1911، قبل أن تحكمها جزر الهند الشرقية الهولندية مباشرة. أصبح الأرخبيل جزءًا من إندونيسيا بعد احتلال الإمبراطورية اليابانية (1942-1945) والثورة الوطنية الإندونيسية (1945-1949). انفصلت جزر رياو عن مقاطعة رياو في سبتمبر 2002، وأصبحت المقاطعة الثالثة الأصغر في إندونيسيا.

بوصفها منطقة تجارة حرة في مثلث النمو المكون من إندونيسيا وماليزيا وسنغافورة، شهدت جزر رياو تحولًا صناعيًا سريعًا منذ سبعينيات القرن العشرين. تُعد جزر رياو واحدة من أكثر مقاطعات إندونيسيا ازدهارًا، بلغ نصيب الفرد فيها من الناتج المحلي الإجمالي 72,571,750 روبية إندونيسية (8,300.82 دولارًا أمريكيًا) وفق بيانات عام 2011، وهو المعدل الأعلى الرابع بين جميع المقاطعات في إندونيسيا بعد كالمنتان الشرقية وجاكرتا ورياو. ووفقًا لبيانات عام 2018، بلغ مؤشر التنمية البشرية في جزر رياو 0.748، وهو أيضًا المعدل الأعلى الرابع بين مقاطعات إندونيسيا بعد جاكرتا ومحافظة يوغياكارتا الخاصة وكالمنتان الشرقية.

سكان جزر رياو غير متجانسين ومتنوعون كثيرًا في العرق والثقافة واللغة والدين. تُعد المقاطعة موطنًا لمجموعات عرقية مختلفة منها الملايو والصينيون الإندونيسيون والجاويون وشعب مينانغكابو وغيرهم. جذب التطور الاقتصادي في المنطقة كثيرًا من المهاجرين والعمال من مناطق أخرى في إندونيسيا. ويعيش في المنطقة المحيطة بباتام كثير من المغتربين من دول مختلفة، نحو 80% منهم من دول آسيوية أخرى، ومعظم الغربيين من المملكة المتحدة وأوروبا وأستراليا والولايات المتحدة. تستقبل المقاطعة العدد الأكبر الثاني من السياح الأجانب الوافدين إلى إندونيسيا بعد بالي.

قراءة المقال الكامل على ويكيبيديا ←