تنافس المني أو تنافس النطاف هو العملية التنافسية بين النطاف المتحركة لاثنين أو أكثر من الذكور لتلقيح نفس البيضة أثناء التكاثر الجنسي. قد تحدث المنافسة عند امتلاك الأنثى عدة شركاء تزاوج محتملين. حيث يزيد تنوّع الشركاء من فرصة الإناث في المساهمة بإنتاج ذرية أكثر قابلية للحياة. ولكن امتلاك الأنثى لعدة شركاء يعني امتلاك هؤلاء الشركاء الذكور فرصًا أقل في إنتاج الذرية، وبالتالي شكَّلَت عملية تنافس النطاف ضغطًا تطوريًا على الذكور، وساهمت في تطور تكيفات ترفع من فرصة الذكور في تحقيق النجاح التكاثري. أدّى تنافس النطاف إلى تضاد جنسي بين الذكور والإناث، وقد طوّر الذكور بناءً على ذلك عدة أساليب دفاعية، وهذا يتضمن: حراسة القرين، سدادة التزاوج، وإفراز مواد منوية سامة لتقليل فرص إعادة التزاوج الأنثوية. تتضمن الأساليب الهجومية لتنافس النطاف تأثير الذكر المباشر على فرص النجاح الإنجابي لذكر آخر. على سبيل المثال: عبر إزالة نطاف الذكر الآخر قبل التزاوج مع الأنثى. كما في الجدد ثنائي البقع.
غالبًا ما يُقارن تنافس النطاف بالحصول على تذاكر في اليانصيب. تمتلك الذكور فرصة أفضل للفوز (أي إنتاج ذرية) كلما زاد عدد التذاكر التي حصل عليها (أي كلما زاد عدد النطاف التي يقوم بتلقيحها للأنثى). ومع ذلك، فإن الحيوانات المنوية ليست حرة في إنتاجها، وعلى هذا النحو من المتوقع أن ينتج الذكور نطافًا ذات حجم وعدد قادران على أن يزيدا من نجاحها في منافسة النطاف. يمكن للذكور شراء المزيد من «تذاكر السحب» عبر إنتاج المزيد من النطاف المتحركة، ويُعتَقَد أنّ الانتخاب لصالح العدد الضخم من النطاف ساهم في تطور التكاثر متباين الأمشاج بنطاف صغيرة للغاية (بسبب مقايضة الطاقة بين حجم النطاف وعددها). بدلًا من ذلك، قد يُطَوِّر الذكر نطافًا أسرع تتمكن من الوصول إلى بويضة الأنثى وتخصيبها أولًا. وُثِّقَت عشرات التكيفات التي ساعدت الذكور على النجاح في المنافسة.