فك شفرة تمييز الأقارب

يشير مصطلح تمييز الأقارب (اكتشاف الأقارب) إلى القدرة الكامنة التي يتمتع بها حيوان ما على التمييز بين أقاربه الذين يحملون جينات مشابهة لتلك التي يحملها وبين غيرهم. وهناك افتراضية في علم الأحياء التطوري وعلم النفس تقول إن هذه القدرات قد تطورت نشوئيًا لتخدم وظيفة تحاشي التوالد الداخلي التكيفية.

وثمة وظيفة تكيفية أخرى تُفترض أحيانًا لتمييز الأقارب؛ ألا وهي الدور الذي يمكن أن يلعبه هذا التمييز فيما يخص اصطفاء القرابة (الانتقاء من القُربى). وهناك جدل دائر حول هذا الدور الإضافي، نظرًا لأن المصطلحات النظرية الدقيقة لا تراه ضروريًا لمبدأ حب إيثار الأقارب أو التعاون الذي يصاحبه. علاوة على أن النتائج التجريبية قد أسفرت عن أن قوى التمييز النشطة تلعب دورًا مُهملاً في التوسط فيما يتعلق بالتعاون الاجتماعي المتناسب مع الآليات الأقل وضوحًا والمعتمدة على خاصية الإلماع، مثل الأُلفة والتطبع ومطابقة النمط الظاهري. وبصرف النظر عن ذلك، فلقد أُجريت أبحاث كثيرة للتحقيق في الدور الذي يمكن أن تلعبه آليات تمييز الأقارب في التوسط فيما يتعلق بحب الإيثار.

ونظرًا لأن تمييز الأقارب يعتمد على خاصية الإلماع اعتمادًا هائلاً، فإن النتائج الواردة غير مؤكدة بالنسبة للقرابة الجينية الفعلية. وهناك مثال معروف على هذا الأمر؛ وهو تأثير ويسترمارك (Westermarck)، وفيه يتضح أن الأفراد الذي يقضون مرحلة طفولتهم في منزل واحد لا يشعرون بالانجذاب الجنسي تجاه بعضهم البعض. وعلى غرار ذلك، فإنه من المرجح أيضًا أن يظهر لدى الأفراد غير المرتبطين ببعضهم بقرابة ممن يكبرون معًا بهذه الطريقة روابط اجتماعية وعاطفية قوية فيما بينهم مع تحليهم بصفة حب الإيثار، وكل ذلك راجع إلى الآليات المعتمدة على خاصية الإلماع والتي تتوسط في الرابط الاجتماعي والتعاون.

قراءة المقال الكامل على ويكيبيديا ←