أبعاد خفية في تكيف البشر مع المرتفعات

يعد تكيف البشر على العيش على ارتفاعات عالية مثالًا على التعديل التطوري في بعض المجموعات البشرية، بما في ذلك سكان التبت في آسيا، وجبال الأنديز في الأمريكتين، وإثيوبيا في إفريقيا، الذين اكتسبوا القدرة على البقاء على قيد الحياة على ارتفاعات عالية للغاية. يمثل هذا التكيف استجابات جسم الإنسان الفزيولوجية طويلة المدى للتعايش مع البيئات المرتفعة، المرتبطة بالتغيرات السلوكية والوراثية. في حين يعاني بقية البشر من عواقب صحية خطيرة، فإن السكان الأصليين لهذه المناطق، يزدهرون بشكل جيد في أعلى أجزاء العالم. لقد خضع هؤلاء الأشخاص لتغيرات فزيولوجية ووراثية واسعة النطاق، خاصة في ما يتعلق بالنظم التنظيمية لتنفس الأكسجين والدورة الدموية، مقارنةً ببقية سكان الأراضي المنخفضة.

يُعرف هذا التكيف الخاص الآن على أنه مثال على عمل الانتقاء الطبيعي نجاعته. أصبح حساب تكيُْف التبتيين، أسرع حالات التطور البشري في السجل العلمي، إذ تشير التقديرات إلى أنه حدث في أقل من 3000 عام. لقد انتشر البشر المعاصرون من إفريقيا قبل أقل من 100000 عام، واستعمروا بعد ذلك بقية العالم، بما في ذلك أقسى البيئات في الجبال العالية شديدة البرودة. ترتبط وفرة الأكسجين في الجو عكسيًا وارتفاع مستوى سطح البحر؛ فتعتبر أعلى سلاسل الجبال في العالم غير مناسبة للسكن البشري. مع ذلك، يعيش حوالي 140 مليون شخص، أي أقل بقليل من 2% من سكان العالم، بشكل دائم على ارتفاعات عالية، أي على ارتفاعات تزيد عن 2500 متر (8.200 قدم) في أمريكا الجنوبية وشرق إفريقيا وجنوب آسيا. عاش هؤلاء السكان على هذه الحالة منذ آلاف السنين، دون تعرضهم لمضاعفات واضحة. تعاني الغالبية العظمى، أي أكثر من 98% من البشر من أنحاء أخرى من العالم، عادة من أعراض داء المرتفعات في هذه المناطق، ما يؤدي في كثير من الأحيان إلى رضة خطيرة تهدد حياتهم وتؤدي أيضًا إلى الموت. كشفت دراسات التفاصيل البيولوجية للآلية، أن تكيف التبتيين والأنديز والإثيوبيين هو في الواقع مثال تمكن ملاحظته على عملية الانتقاء الطبيعي (آليات التنفس عند البشر).

قراءة المقال الكامل على ويكيبيديا ←