أبعاد خفية في تغير المناخ والمدن

تربط تغير المناخ والمدن علاقة وثيقة. فالمدن أكثر مناطق التجمع البشري تأثرا بتغير المناخ، وفي نفس الوقت تنبع أهمية المدن من أنها أحد أكبر العوامل المساهمة في التعامل مع تغير المناخ ، إذ تقدم أحد أفضل الحلول لتقليل تأثير البشر على البيئة. يعيش أكثر من نصف سكان العالم في المدن يستهلكون نسبة كبيرة من الأغذية والبضائع المنتجة خارج المدن. وتقدر الأمم المتحدة أن نسبة 68% من سكان العالم سيسكنون في المناطق الحضرية بحلول عام 2050. للمدن أثر كبير على التشييد والبناء وهما سببان اساسيان في انبعاثات الاحتباس الحراري. علاوة على ذلك وبسبب الممارسات التي خلقت تحديات الأمن المناخي واللجوء المناخي، يتوقع أن تنمو المدن في العقود القليلة المقبلة مسببة تكدس البنى التحتية واحتشاد الفقراء في المدن.

يرجح أن تتأثر المدن سلباً نتيجة لتأثير الكثافة العالية وأثار الجزر الحرارية الحضرية على تغير الطقس إثر تغير المناخ مما يفاقم المشكلات الحالية في المناطق الحضرية كتلوث الهواء واستنزاف المياه وأمراض الحرارة. ولأن مدناً كثيرة مشيدة على الأنهار أو المناطق الساحلية فالمدن أكثر عرضة لآثار ارتفاع منسوب البحار مما يسبب الفيضان الساحلي وتآكل السواحل. وهذه الآثار وثيقة الصلة بالمشكلات البيئية الحضرية الأخرى كانخساف سطح الأرضوتغذية المياه الجوفية.

بين تقرير نشرته مجموعة قيادة مناخ المدن C40 أن تأثير انبعاثات عمليات الاستهلاك في المدن أكبر من انبعاثات عمليات الإنتاج. إذ يقدر التقرير أن 85% من هذه الانبعاثات المرتبطة بالبضائع في المدينة مصدرها خارج المدينة. التكيف مع تغير المناخ وتخفيف آثاره في المدن له دور كبير في تخفيف انعكاسات العوامل المساهمة في انبعاثات غازات الدفيئة. فمثلاً، تسمح الكثافة العالية بإعادة توزيع الأراضي للزراعة وإعادة التحريج (إعادة تشجير الغابات)وتحسين كفاءة وسائط النقل وتخضير العمارة لما للبنى الاسمنية من دور إيجابي في التغير المناخي بت+حسين ممارسات البناء المستدام والمقاوم للطقس. في الاعوام القليلة الماضية أدرجت زيادة التحضر كظاهرة من شأنها تقليل نسبة انبعاثات الكربون حول العالم نظرا لما يصاحب التحضر من تقدم في التكنولوجيا التي تقود للاستدامة. تميل الحلول التي تؤثر إيجابا على تغير المناخ حلولا مرتكزة على المدن مثل مشروع Drawdown الذي ينصح بإنشاء استثمارات حضرية عديدة كتحسينالبنى التحتية للدراجات الهوائية وتحديث الانظمة القديمة وتجديدها والتدفئة المناطقية وتطوير الوسائل العامة وإنشاء المدن الصديقة للمشي.

ولهذا السبب شكل المجتمع الدولي ائتلافات المدن (مثل مجموعة قيادة مناخ المدن C40 وICLEI)وحدد أهداف سياساتها المتضمنة هدف التطور المستدام 11نحو (مجتمعات ومدن مستدامة) لتنشيط الاهتمام والتشديد على هذه الأهداف.

قراءة المقال الكامل على ويكيبيديا ←