فك شفرة تغير المناخ والانهيار الحضاري

يشير تغير المناخ والانهيار الحضاري إلى خطر افتراضي لتأثيرات تغير المناخ مما يقلل من التعقيد الاجتماعي الاقتصادي العالمي إلى درجة تنتهي فيها الحضارة الإنسانية المعقدة عمليًا في جميع أنحاء العالم، مع تضاؤل البشرية إلى حالة أقل تطورًا. ويرتبط هذا الخطر الافتراضي عادة بفكرة الانخفاض الهائل في تعداد السكان بسبب التأثيرات المباشرة وغير المباشرة لتغير المناخ، وفي كثير من الأحيان، يرتبط أيضًا بانخفاض دائم في القدرة الاستيعابية للأرض. وأخيرًا، يُشار أحيانًا إلى أن الانهيار الحضاري الناجم عن تغير المناخ سوف يُتبع عاجلًا بانقراض الإنسان.

يربط بعض الباحثين الأمثلة التاريخية للانهيار المجتمعي بالتغيرات السلبية في أنماط الطقس المحلية و/أو العالمية. على وجه الخصوص، رُبِط حدث سنة 4200 قبل الحاضر، وهو موجة جفاف كبرى على نطاق ألفية ضربت إفريقيا وآسيا قبل ما بين 5000 إلى 4000 عام، رُبِط بانهيار المملكة القديمة في مصر، والإمبراطورية الأكدية في بلاد الرافدين، وثقافة ليانغتشو في منطقة نهر اليانغتسى السفلى وحضارة وادي السند. حدثت الأزمة العامة في القرن السابع عشر في أوروبا، وتميزت هذه الأزمة بأحداث مثل إخفاق المحاصيل وحرب الثلاثين عام خلال العصر الجليدي الصغير. اقتُرِح في عام 2011 وجود صلة عامة بين التغيرات المناخية الضارّة والأزمات المجتمعية طويلة المدى أثناء عصور ما قبل الصناعة. ومع ذلك، فإن كل هذه الأحداث اقتصرت على المجتمعات البشرية المفردة: فانهيار الحضارة الإنسانية كلها سيكون حدثًا غير مسبوق تاريخيًا.

اجتذبت بعض التحذيرات الأكثر تطرفًا من الانهيار الحضاري الناجم عن تغير المناخ، مثل الادعاء بأن الحضارة من المرجح جدًا أن تنتهي بحلول عام 2050، اجتذبت دحضًا قويًا من العلماء. ويرجح تقرير التقييم السادس للجنة الدولية للتغيرات المناخية لعام 2022 أن يتراوح عدد السكان البشري بين 8.5 مليار و11 مليار نسمة بحلول عام 2050. وأن يبلغ متوسط التقديرات السكانية 11 مليار نسمة بحلول عام 2100، في حين يقترب الحد الأقصى للتقديرات السكانية من 16 مليار نسمة. أدنى التقديرات لعام 2100 هي حوالي 7 مليارات، ويعزى هذا الانخفاض عن المستويات الحالية في المقام الأول إلى «تطور سريع واستثمار في التعليم»، مع ارتباط تلك التقديرات ببعض أعلى مستويات النمو الاقتصادي. ومع ذلك، فقد جادلت أقلية من علماء المناخ بأن المستويات الأعلى من الاحترار - بين حوالي 3 درجات مئوية (5.4 درجة فهرنهايت) إلى 5 درجات مئوية (9.0 درجة فهرنهايت) فوق درجات حرارة فترة ما قبل الصناعة - قد تكون غير متوافقة مع الحضارة، أو أن حَيَوات عدة مليارات من البشر لن تكون قادرة على الاستمرار في مثل هكذا عالم. دعوا في عام 2022 إلى ما يسمى بجدول أعمال بحث «نهاية لعبة المناخ» حول احتمالية هذه المخاطر، والذي جذب اهتمامًا إعلاميًا كبيرًا وبعض الجدل العلمي.

كُتِبَت بعض المؤلفات الأكثر شهرة حول تغير المناخ والانهيار الحضاري بأقلام غير العلماء. تشمل الأمثلة البارزة «الأرض غير الصالحة للسكن» بقلم ديفيد والاس ويلز و«ماذا لو توقفنا عن التظاهر؟» بقلم جوناثان فرانزن، اللذين تعرضا لانتقادات بسبب عدم الدقة العلمية. عادة ما يمثَّل تغير المناخ في الثقافة الشعبية بأسلوب مبالغ فيه للغاية. قدم استطلاع رأي دليلًا على أن الشباب في جميع أنحاء العالم يعانون من قلق المناخ على نطاق واسع، مع مصطلح علم الانهيار الذي ابتُدِع في عام 2015 لوصف نظرة عالمية متشائمة تتوقع الانهيار الحضاري بسبب قلق المناخ.

قراءة المقال الكامل على ويكيبيديا ←