التعزيز المعتمد على الأجسام المضادة (بالإنجليزية: Antibody-dependent enhancement)، ويُسمى أحيانًا بشكل أقل دقة تعزيز المناعة أو تعزيز المرض، هو ظاهرة يعزز فيها ارتباط الفيروس بالأجسام المضادة شبه المثالية من دخول الفيروس إلى الخلايا المضيفة وتنسخه داخلها. تعمل الأجسام المضادة للفيروسات على تعزيز العدوى الفيروسية للخلايا المناعية المستهدفة عن طريق استغلال مستقبلات Fcγ البلعمية ومسار المتممة. بعد التفاعل مع الفيروس، يرتبط الجسم المضاد بمستقبلات Fc التي تحملها بعض الخلايا المناعية أو بعض بروتينات المتممة. ترتبط مستقبلات Fcγ بالجسم المضاد عبر المنطقة القابلة للتبلور (Fc). يسهل هذا التفاعل بلعمة مركب الجسم المضاد- الفيروس بواسطة الخلايا المناعية. تكون هذه البلعمة مصحوبة بتراجع الفيروس، ولكن في حالة التعزيز المعتمد على الأجسام المضادة، سيسير الأمر على النحو المعاكس، إذ سيؤدي ذلك إلى تكاثر الفيروس وموت الخلايا المناعية لاحقًا. بهذه الطريقة، يخدع الفيروس عملية البلعمة للخلايا المناعية ويستخدم الأجسام المضادة للمضيف كحصان طروادة. يتحفز التعزيز المعتمد على الأجسام المضادة عندما تكون قوة التفاعل بين الجسم المضاد والمستضد أقل من عتبة معينة. قد تؤدي هذه الظاهرة إلى زيادة العدوى والفوعة الفيروسية. تشترك الفيروسات المسببة للتعزيز المعتمد على الجسم المضاد في بعض السمات المشتركة مثل: تنوع المستضدات والقدرة على التكاثر والقدرة على البقاء في الخلايا المناعية. قد يحدث التعزيز المعتمد على الأجسام المضادة أثناء تطور عدوى فيروسية أولية أو ثانوية، وكذلك بعد التطعيم بفيروس لاحق. لوحظت هذه الظاهرة عند الإصابة بفيروسات الحمض النووي الريبي موجبة الاتجاه مثل: الفيروسات المصفرة كفيروس الضنك وفيروس الحمى الصفراء، وفيروس زيكا، وفيروسات كورونا بما في ذلك فيروسات ألفا وبيتا، والفيروسات المخاطية القويمة مثل الإنفلونزا، والفيروسات القهقرية مثل فيروس العوز المناعي البشري، والفيروسات الرئوية القويمة مثل الفيروسات التنفسية المخلوية البشرية.
تعتبر الآلية التي تتضمن بلعمة المجمعات المناعية عبر مستقبلات FcγRII / CD32 مفهومة بشكل أفضل مقارنةً بمسار المتممة. تعبر الخلايا الوحيدة والخلايا البلعمية الكبيرة وبعض فئات الخلايا التغصنية والخلايا البائية عن هذه المستقبلات. قد يعيق التعزيز المعتمد على الأجسام المضادة تطوير اللقاحات؛ فقد يتسبب اللقاح في إنتاج أجسام مضادة تؤدي -عبر التعزيز المعتمد على الأجسام المضادة- إلى تفاقم المرض الذي صُمَّم اللقاح للحماية منه. تعتبر هذه المسألة حاسمة في المراحل السريرية الأخيرة لتطوير لقاح كوفيد 19. تسببت بعض اللقاحات التي تستهدف الفيروسات التاجية والفيروسات التنفسية المخلوية البشرية وفيروس حمى الضنك بظاهرة التعزيز المعتمد على الأجسام المضادة، ولهذا، توقف تطويرها أو استُخدِمَت في علاج المرضى الذين أصيبوا بهذه الفيروسات من قبل.