نظرة عامة شاملة حول تطور رومانيا الإقليمي

يشمل التطور الإقليمي لرومانيا جميع التغييرات الحاصلة في حدود البلاد منذ تشكيلها وحتى يومنا هذا. يمكن تتبع وجود رومانيا كدولة مستقلة إلى القرن الرابع عشر، وذلك عندما تأسست إمارتا مولدوفا ووالاشيا. خسرت والاشيا عبر تاريخها أجزاءً عدة من أراضيها، إما للعثمانيين أو لملكية هابسبورغ. لكن هذه المنطقة بالتحديد استُردت لاحقًا بأكملها. في المقابل، تكبدت مولدوفا خسائر إقليمية كبيرة. في عام 1775، غزت ملكية هابسبورغ بوكوفينا وضمتها، وفي عام 1812، سيطرت الإمبراطورية الروسية على بيسارابيا. تعرضت كلا المنطقتين في وقت لاحق لسياسات استعمارية شاقة. أعلنت الإمارات التوحيد في عام 1859 تحت اسم إمارة رومانيا. سعت هذه الدولة الجديدة إلى الاستقلال عن التبعية العثمانية، وفي عام 1878، خاضت حربًا ضدها إلى جانب روسيا. ومع ذلك، فقد ضمت الأخيرة في وقت لاحق بيسارابيا الجنوبية المستردة قبل عقود. تلقت رومانيا دبروجة الشمالية كتعويض، وشنت حربًا ضد بلغاريا من أجل الجزء الجنوبي في عام 1913.

كان حينها لمملكة رومانيا طموحات إقليمية كبيرة، وبمجرد ما وُعدت بها من قِبل الحلفاء جرتها إلى الحرب العالمية الأولى في عام 1916. في البداية، تكبدت هزيمة نتج عنها فقدان ممرات جبال الكاربات ودبروجة عام 1918. خلال تلك الفترة، تحقق اتحاد بيسارابيا مع رومانيا. مع ضعف قوى المركز وزيادة الضغط من جانب الوفاق (خاصة من فرنسا)، عاودت رومانيا دخول الحرب في نفس العام. تبين أن الوضع رجح لصالح الوفاق واستعادت رومانيا أراضيها المفقودة بعد هزيمتها الأولية، إلى جانب بوكوفينا وترانسلفانيا. عُرفت خلال تلك الفترة باسم رومانيا الكبرى، إذ وصلت البلاد إلى أقصى امتداد إقليمي لها.

لكن جيران رومانيا لم يكونوا راضين عن الحدود الجديدة. اعتمدت رومانيا على التحالفات الإقليمية والحماية الفرنسية والبريطانية في الغرب. لكن سرعان ما هزمت ألمانيا النازية فرنسا، مما أثار قلقًا بالغًا في البلاد. بعدما اتضح انعدام قدرة الغرب على حماية رومانيا، احتل الاتحاد السوفيتي بيسارابيا وشمال بوكوفينا ومنطقة هرتسا في عام 1940 بعد بلاغ نهائي أُجبرت رومانيا على قبوله. شعر الملك كارول الثاني بالقلق وطلب مساعدة ألمانيا لحماية أراضي رومانيا، لكنها أجبرت البلاد على التنازل عن شمال ترانسلفانيا إلى المجر وجنوب دبروجة إلى بلغاريا. فقد الملك شعبيته بالكامل، مما أدى إلى صعود يون أنتونيسكو إلى السلطة. انضم رسميًا إلى دول المحور وطالب بأراضٍ من يوغوسلافيا بعد غزوها، وتحديدًا بانات ووادي تيموك. لكن أيًا من هذا لم يتحقق. في عام 1941، غزت دول المحور الاتحاد السوفيتي، مما مكن رومانيا من استعادة أراضيها المفقودة بالإضافة إلى ترانسنيستريا، التي وُضعت تحت الإدارة المدنية. ومع ذلك، فشلت هذه العملية، وبعد الإطاحة بأنتونسكو، غيرت رومانيا موقفها في عام 1944 وقاتلت ضد دول المحور، وهكذا، خسرت بيسارابيا وبوكوفينا الشمالية مرة أخرى إلى الاتحاد السوفيتي. أتاح ذلك الأمر استرجاع البلاد لشمال ترانسلفانيا.

نُصبت حكومة شيوعية في البلاد بدعم من الاتحاد السوفيتي عام 1947. احتل الاتحاد السوفيتي العديد من الجزر الرومانية في دلتا الدانوب والبحر الأسود، وأصبح هذا التغيير الإقليمي رسميًا في عام 1948. كانت جزيرة الثعبان من بين هذه الجزر، وتسببت بنزاع حول الحدود البحرية بين رومانيا الديمقراطية الحالية وأوكرانيا في عام 2009 استحوذت فيه رومانيا على 80% من المنطقة المتنازع عليها.

في الوقت الحاضر، يسعى القوميون والجماعات الرومانية الأخرى إلى توسيع بلدهم إقليميًا، لا سيما من خلال بيسارابيا وبوكوفينا الشمالية.

قراءة المقال الكامل على ويكيبيديا ←