التصويت البريدي في الولايات المتحدة أو التصويت بالبريد هو شكل من أشكال الاقتراع الغيابي في الولايات المتحدة، حيث تصل ورقة الاقتراع إلى منزل المواطن المُسجل في قوائم الانتخابات بالبريد، ثم يباشر المواطن بملء البيانات وإعادة ورقة الاقتراع عبر البريد أو وضعها شخصيًا في صندوق اقتراع آمن أو إيصالها إلى أقرب مركز تصويت. تصل أوراق الاقتراع في بعض الولايات عبر البريد دون دفع رسوم البريد مقدمًا. التصويت بالبريد مُتاح في كلٍ من الولايات الحمراء والزرقاء.
أظهرت الأبحاث أن إتاحة التصويت بالبريد تؤدي إلى زيادة إقبال الناخبين. ورغم ذلك يخشى البعض من خطر تزوير الأصوات البريدية، ولكن حالات تزوير الأصوات بالبريد المعروفة نادرة جدًا، حيث كشفت قاعدة بيانات واحدة عن 491 حالة من تزوير الأصوات الغيابية في الفترة 2000–2012، وهي فترة أدلى فيها الناخبون بمليارات من أوراق الاقتراع.
اعتبارًا من يوليو 2020، تعقد خمس ولايات –كولورادو، وهاواي، وأوريغون، ويوتا، وواشنطن– انتخاباتها بالتصويت البريدي فقط. التصويت البريدي متاح في 33 ولاية فضلًا عن العاصمة واشنطن. تسمح بعض الولايات الأخرى بالتصويت البريدي في ظروف معينة فقط، إلا أن جائحة فيروس كورونا في عام 2020 حفزت المزيد من النقاشات حول تخفيف بعض تلك القيود. في الفترة المؤدية للانتخابات الرئاسية الأمريكية 2020، أكد الرئيس ترامب أن التصويت بالبريد سوف يؤدي إلى تزوير واسع النطاق، وأشار إلى أنه ينوي وقف تمويل خدمة البريد المسؤولة عن عد الأصوات الغيابية على نحو آمن وفي الموعد المحدد. وفي سبتمبر 2020، زعمت سي إن إن أنها حصلت على بيان استخباراتي من جهاز الأمن الداخلي يؤكد «نية روسيا للاستمرار في تأجيج النقد الموجه للتصويت بالبريد وتحويل عمليات التصويت في ظل جائحة فيروس كورونا لزعزعة ثقة الجماهير في العملية الانتخابية».