تحليل الخطاب النسوي ما بعد البنيوي (بالإنجليزية: Feminist post-structuralist discourse analysis أو اختصارًا FPDA) هو أسلوب لتحليل الخطاب مبني على نظريات كريس ويدون لما بعد البنيوية النسوية، وقد طورته جوديث باكستر كأسلوب تحليلي في عام 2003. هذا الأسلوب يرتكز على مزيج من النسوية وما بعد البنيوية. بالرغم من أنه منهج لا يزال قيد التطوير، فقد تم استخدامه من قبل مجموعة من الباحثين الدوليين في الجنس واللغة بهدف تحليل النصوص مثل: خطاب الفصل الدراسي (Castañeda-Peña 2008 ؛ Sauntson 2012 )، محادثة الفتيات المراهقات (كامادا 2008 ؛ 2010 )، والتمثيلات الإعلامية عن الجنس (بيكر 2013 ). FPDA هو نهج لتحليل التفاعل اللغوي المنطوق بشكل أساسي.
ينظر الجانب ما بعد البنيوي من FPDA إلى اللغة على أنها ممارسة اجتماعية، ويعتبر أن هويات الناس وعلاقاتهم يتم «تأديتها» من خلال التفاعل اللغوي المنطوق. يحلل FPDA الطرق التي يتم بها «تمركز» المتحدثين من خلال «خطابات» مختلفة وغالبًا ما تكون متنافسة وفقًا لتعريف ميشال فوكو (1972: 49) على أنها «ممارسات تشكل بشكل منهجي الموضوع الذي يتحدثون عنه». وفقًا لهذا، ينتقل المتحدثون باستمرار بين «مواقع الموضوع» القوية والضعيفة أثناء التحدث والتفاعل. يتأثر FPDA بمنظور ما بعد بنيوي بدلاً من منظور تحليل الخطاب النقدي (CDA): أي أن الأسلوب مبني على وجهة النظر القائلة بأنه لا يوجد متحدث يكون ضحية عاجزاً عن السلطة تماماً، ولا مهيمن وقوي بالكامل. بدلاً من ذلك، يقوم المتحدثون بتغيير مواقعهم الموضوعية باستمرار وفقًا لتفاعل الخطابات ضمن إطار معين. يعتبر الجانب النسوي من FPDA أن الاختلاف بين الجنسين هو خطاب سائد بين الخطابات المتنافسة عند تحليل جميع أنواع النصوص. وفقًا لباكستر (2003)، ليس لدى FPDA أجندة «تحررية» للنساء ولكنها بالأحرى «تحولية». هذا يعني أن الأسلوب يهدف إلى تمثيل أصوات النساء التي تم «إسكاتها» أو تهميشها حيث أنها كانت غائبة تاريخيًا في العديد من الثقافات وفقاً لإدعاء FPDA. على سبيل المثال، يستخدم كامادا (2008a ؛ 2008b و 2010) هذا الأسلوب لإظهار كيف أن مجموعة أصدقاء مكونة من فتيات نصف يابانيات، اللواتي تعتبرهن ثقافتهن "غير كاملات''، يعتمدون على خطابات متنافسة ليفاوضوا أشكالاً أكثر إيجابية لهوياتهم العرقية والجندرية الهجينة.