تحليل الاستخبارات هو تطبيق الأساليب المعرفية الفردية والجماعية لتقييم البيانات واختبار الفرضيات في سياق اجتماعي ثقافي سري، قد تكون المعلومات للخداع عمدا، لذا يجب على المحلل أن يربط بين أوجه التشابه بين الخداع واستخلاص الحقيقة المشتركة، وعلى الرغم من أنها واضحة في أنقى صورها داخل أجهزة الاستخبارات الوطنية، فإن أساليبها تنطبق أيضا في مجالات مثل الذكاء التجاري أو الاستخبارات التنافسية. تحليل الاستخبارات هي طريقة للحد من الغموض في الحالات الغير واضحة كما يفضل العديد من المحللين تفسير ذلك بوضوح، ورفض التفسيرات الاحتمالية العالية أو المنخفضة، وقد يستخدم المحللون معايير تناسبهم فيما يتعلق بقبول المخاطرة ورفضها، وأن الخصم قد يواجه خطرا كبيرا لتحقيق مايعتبره المحقق مكسبا طفيفا، وقبل كل شيء يجب على المحلل تجنب الوقوع بالمكائد وتحليل الذكاء وتسليط الضوء على مايريد أو على مايريده خصمه.
على الرغم من ان استخدام المعلومات المتاحة لتبرير هذا الاستنتاج هي افتراض أن أعداء المرء يحاولون الخلط بين أن لا يكون مايريد وبواقعية أكثر، وخاصة في مجالات أمن دورة الاستخبارات والتجسس معاكس للانضباط. خلال الحرب العالمية الثانية كانت الكلمة الألمانية للفن المضاد للتجسس هي لعبة فونكسبيل، أو لعبة الراديو -ليست لعبة بمعنى لعبة أطفال-ولكن شيئا يستمد من نظرية الألعاب ويسعى إلى الخلط بين الخصوم، ومن الواضح أن مجموعة من المواهب لحل المشاكل ضرورية للمحللين. وبما أن الجانب الآخر قد يخفي نيتهم، يجب على المحلل أن يكون قادرا على احتمال الغموض ومحاولة تفسيره لأنه قد يؤدي إلى استنتاجات زائفة، ومعلومات جزئية أكثر بكثير فهي مجزأة من العالم التجريبي. وفقا ل ديك هيور في تجربة دُرِسَّ فيها سلوك المحلل، فإن العملية هي عملية صقل تدريجي: "حيث أظهر الأشخاص الخاضعين للاختبار في التجربة أن التعرض الأولي للمنبهات غير الواضحة يتداخل مع الإدراك الدقيق حتى بعد توفر معلومات أكثر وأفضل ...، وتشير التجربة إلى أن المحلل الذي يبدأ في مراقبة حالة المشاكل المحتملة في مرحلة مبكرة وغير واضحة هو في وضع غير مؤكد بالمقارنة مع الآخرين، مثل الموظفون السياسيون الذين قد يتعرضون لأول مرة في حياتهم للاتهامات عندما تكون أفضل المعلومات وأكثرها متاحة.
كما يسهل تلقي المعلومات بزيادات صغيرة مع مرور الوقت واستيعاب هذه المعلومات في الآراء الحالية للمحلل، كما أنه لا يمكن أن يكون هناك عنصر واحد من المعلومات يكفي لدفع المحلل لتغيير وجهة نظره السابقة، وقد تكون الرسالة التراكمية المتأصلة في العديد من أجزاء المعلومات كبيرة ولكنها موهنة عندما لاتُفْحَصُ هاته المعلومات ككل، وقد لاحظت مراجعة مجتمع الاستخبارات لأدائها قبل الحرب العربية الإسرائيلية عام 1973 [في الفقرة الوحيدة التي رفعت السرية عنها].
وكانت مشكلة التحليل التدريجي، خاصة أنه كان يطبق على عملية الاستخبارات الحالية وتعمل أيضا في الفترة التي سبقت الأعمال القتالية، وكثيرا ما كان المحللون يأخذون عينات ويقارنونها وهم على عجل مع المواد التي وردت في اليوم السابق، ثم ينتجون عناصر «نمط نظام التجميع» التي قد تعكس الحدس الإدراكي والنظر المنتظم في مجموعة متراكمة من الأدلة المتكاملة.
وقد اقترح الكتاب على الأسباب التحليلة التي تجعل المحللين يأتون إلى استنتاجات غير صحيحة، من خلال الوقوع في الفخاخ المعرفية لتحليل الذكاء. دون الوقوع في فخ تجنب القرارات عن طريق الرغبة في مزيد من المعلومات، يحتاج المحللون أيضا إلى الاعتراف بأنهم دائما يمكنهم معرفة المزيد عن الخصم.