تشير تجارة العبيد البندقية (بالإنجليزية: Venetian slave trade) إلى تجارة العبيد التي كانت تديرها جمهورية البندقية، وخاصةً في العصور الوسطى المبكرة وحتى أواخرها. لعبت تجارة العبيد دورًا مساهمًا في الازدهار المبكر لجمهورية البندقية الناشئة كإمبراطورية تجارية رئيسية في البحر الأبيض المتوسط.
كانت تجارة العبيد الفينيسية مقسمة إلى عدة طرق تجارية منفصلة. بالنسبة لتجارة العبيد في البلقان، اعتمد التجار الفينيسيون على شراء أسرى الحروب الوثنيين وبيعهم إلى جنوب أوروبا أو إلى الشرق الأوسط عبر الجزر الإيجية. أما بالنسبة لتجارة العبيد في البحر الأسود لاحقًا، فقد أنشأ الفينيسيون مستعمرات في شبه جزيرة القرم واشتروا عبيدًا من ديانات مختلفة لبيعهم إلى جنوب أوروبا عبر جزيرة كريت وجزر البليار، أو إلى الشرق الأوسط مباشرةً عبر البحر الأسود. واجه الفينيسيون منافسة في تجارة العبيد من جمهورية جنوة.
تم إغلاق كلا الطريقين التجاريين أمام البندقية بسبب الغزوات التي قادتها الدولة العثمانية في القرن الخامس عشر، إذ تم دمجها مع تجارة العبيد العثمانية. وقد أدى ذلك إلى إغلاق طرق استيراد العبيد القديمة إلى أوروبا، ما ساهم في تطور تجارة العبيد عبر المحيط الأطلسي لتوفير العمالة لمستعمرات أوروبا في الأمريكتين.