تاريخ علم القراءات في الكوفة تعد الكوفة من أهم مدارس القراءات في البلاد الإسلامية، فقد نشأت على يد الصحابي عبد الله بن مسعود، حين أرسله عمر بن الخطاب إليهم ليعلمهم، فأخذت عنه قراءته، وكان عبد الله بن مسعود هذليًّا، يقرأ بلغة هذيل، فأمره الخلفية عمر بن الخطاب أن يُقرئ الناس بلغة قريش، كما أن بعض حروفه قد نسخت في العرضة الأخيرة.
ثم جمع الخليفة عثمان بن عفان الناس على حرف واحد، وأرسل إلى جميع الأمصار مصحفًا من مصاحفه التي نسخها من مصحف الخليفة أبي بكر الصديق، وأرسل معه قارئًا يقرئ الناس بما فيه، فأرس إلى الكوفة مصحفًا، ومعه أبو عبد الرحمن السلمي، ليقرئ الناس بما فيه، وأمر ببقية المصاحف والصحف أن تتلف وتحرق، فأبى ابن مسعود أن يسلم مصحفه، ثم رجع إلى رأي عثمان لما تبين له الحق، لكن قراءته بقيت مسيطرة على الكوفة.
إلى أن أصبح الحجاج واليا على العراق، فخطا عدة خطوات لنشر مصحف عثمان، واستئصال شأفة قراءة عبد الله بن مسعود، ومنع الناس من القراءة بها.