فهم حقيقة تاريخ القرم

يبدأ التاريخ الموثق لشبه جزيرة القرم، التي عُرفت تاريخيًا باسم توريس (باليونانية: Ταυρική) وتاوريكا وشبه جزيرة توريس (باليونانية: Χερσόνησος Ταυρική)، حوالي القرن الخامس قبل الميلاد وأُنشئت عدة مستعمرات يونانية على طول ساحلها. بقي الساحل الجنوبي يحمل ثقافة يونانية لما يقارب ألفي عام، وكان جزءًا من الامبراطورية الرومانية (47 قبل الميلاد- 330 ميلادي) والدول التي تلتها مثل الامبراطورية البيزنطية (330 م- 1204م) وامبراطورية طرابزون (1204 م- 1461 م) وإمارة ثيودورو المستقلة (انتهت في 1475 م). في القرن الثالث عشر، سيطر البندقيون والجنويون على بعض المدن الساحلية. كانت المناطق الداخلية من القرم أقل استقرارًا، ومرت بسلسلة طويلة من الفتوحات والغزوات، إذ سكنها السكوثيون (السكوثيون الكيميريون) في أوائل العصور الوسطى، ثم التاوريون واليونانيون والرومانيون والقوطيون والهون والبلغار والقفجاق والخزر. استولت عليها كييف روس جزئيًا في فترة العصور الوسطى، ولكنها سقطت أمام الغزوات المغولية وأصبحت القرم جزءًا من خانية القبيلة الذهبية. تبع ذلك خانية القرم والامبراطورية العثمانية التي احتلت المناطق الساحلية أيضًا، وذلك من القرن الخامس عشر حتى القرن الثامن عشر.

في عام 1774، هُزمت الإمبراطورية العثمانية على يد كاثرين العظيمة. منحت الامبراطورية العثمانية القرم لروسيا وذلك بموجب أحكام المعاهدة بينهما وضمتها عام 1783. بعد قرنين من النزاع، دمر الاسطول الروسي البحرية العثمانية وألحق الجيش الروسي خسائر فادحة بالقوات البرية العثمانية. أجبرت معاهدة كيتشوك كاينارجي اللاحقة مقر الباب العالي على الاعتراف باستقلال تتار القرم سياسيًا. أدى حصول كاثرين العظيمة على القرم عام 1783 من الإمبراطورية العثمانية وضمها إياها إلى الإمبراطورية الروسية إلى توسيع نفوذ روسيا في منطقة البحر الأسود. كانت القرم أول منطقة إسلامية تخرج من سيادة السلطان. كانت حدود الإمبراطورية العثمانية تتقلص تدريجيًا، واستمرت روسيا بدفع حدودها غربًا حتى نهر دنيستر.

أنشئت جمهورية القرم الاشتراكية السوفييتية المتمتعة بالحكم الذاتي في عام 1921. انحلت الجمهورية عام 1945، وأصبحت القرم أول أوبلاست (محافظة) في جمهورية روسيا الاتحادية الاشتراكية السوفيتية (1945-1954) تبعتها جمهورية أوكرانيا الاشتراكية السوفيتية (1954-1991). اعتبارًا من عام 1991، كانت المنطقة خاضعة لجمهورية القرم المتمتعة بالحكم الذاتي وكانت مدينة سيفاستوبول في يد أوكرانيا المستقلة. استولت روسيا على شبه الجزيرة خلال أزمة القرم عام 2014، وأجري استفتاء للانضمام إلى روسيا مجددًا. ضم الاتحاد الروسي القرم إليه بعد وقت قصير من إعلان النتيجة لصالح الانضمام إلى روسيا، وقسمها إلى كيانين اتحاديين، وهما جمهورية القرم ومدينة سيفاستوبول الفدرالية.

قراءة المقال الكامل على ويكيبيديا ←