بدأ تاريخ الدين في الولايات المتحدة عام 1776 مع اندلاع الثورة الأمريكية. إذا أردت البحث عن الدين في أمريكا الشمالية قبل ذلك، فانظر تواريخ المستعمرات المحددة أو تقاليد السكان الأصليين المتنوعة.
يختلف المؤرخون في مدى نفوذ المسيحية في فترة الثورة الأمريكية. كان كثير من الآباء المؤسسين ناشطين في كنيستهم المحلية، وكان بعضهم الآخر مثل جيفرسون وفرانكلين وواشنطن له اتجاهات ربوبية. أشار بعض الباحثين والكتاب إلى الولايات المتحدة بوصفها «أمة بروتستانتية»، أو «قائمة على المبادئ البروتستانتية»، ويركزون على إرثها الكالفيني. ويركز آخرون على الهوية العلمانية للثورة الأمريكية، ويلاحظون الطابع العلماني للوثائق المؤسسة للدولة.
كان الأمريكيون الأفارقة ناشطين جدًّا في تأسيس كنائسهم الخاصة، وكان معظمها معمدانيًّا أو ميثوديًّا، وكان يعطون كهنتهم أدوارًا أخلاقية وسياسية. في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، بدأت معظم الطوائف الكبرى عمليات التبشير في البلاد الأجنبية. نشرت الطوائف «البروتستانتية الرسمية» «الإنجيل الاجتماعي» في أوائل القرن العشرين، ودعوا الأمريكيين إلى إصلاح مجتمعهم، وكان مطلبهم في تجريم الخمر قويًّا على وجه الخصوص. بعد عام 1970، خسرت الطوائف الرسمية (كالميثودية والمشيخية والأسقفية الأمريكية) عضوياتها ونفوذها. ونمت الطوائف الأصولية الأشد محافظة (كالمعمدانيين الجنوبيين) نموًّا سريعًا حتى تسعينيات القرن العشرين وساعدها اليمين المتدين في السياسة. احتوت أمريكا على سكان كاثوليكيين منذ تأسيسها، ومع توسعها في مناطق كانت أجزاء من الإمبراطورية الإسبانية والفرنسية، ازداد هؤلاء السكان ازديادًا كبيرًا. وزادت الهجرة من البلدان الكاثوليكية التنوع الكاثوليكي في القرن التاسع عشر والقرن العشرين. ولم تزل الكنيسة الكاثوليكية أكبر منظمة دينية في الولايات المتحدة حتى بداية القرن العشرين على الأقل.
ومع علمنة أوروبا الغربية في أواخر القرن العشرين، قاوم الأمريكان هذه النزعة مقاومة واسعة، لذا كانت الولايات المتحدة في القرن الواحد والعشرون من أشد البلاد الكبرى مسيحية. لعبت المواقف الأخلاقية القائمة على التدين مثل الإجهاض والمثلية الجنسية دورًا يُناقش بحماسة في السياسات الأمريكية.