بدائل التطور بالانتقاء الطبيعي أو آليات التطور غير الداروينية هي فرضيات طرحها الباحثون في علم الأحياء منذ العصور الكلاسيكية القديمة وحتى الآن لتفسير علامات حدوث التطور والقرابة التي تربط بين مجموعات مختلفة من الكائنات الحية.
لا تنفي البدائل المُشار إليها أن التغيرات التطورية التي تطرأ بمرور الزمن هي أصل تنوع الحياة، ولا تنفي كذلك أن الكائنات الحية حتى الآن لها سلف مشترك من الماضي السحيق (أو عدة أسلاف طبقًا لبعض الفرضيات)، وإنما تقترح تلك الفرضيات وجود آليات تطورية بديلة تسببت في تنوع الكائنات الحية عبر الزمن، وذلك عوضًا عن اعتبار الطفرات التي يحدد الانتقاء الطبيعي مصيرها آلية التطور الرئيسية. وفي معظم الحالات، لا تنكر تلك الفرضيات الطفرات وتأثير الانتقاء الطبيعي عليها أو دورها في حدوث التغيرات التطورية، وإنما تشكك في كون تلك الآلية قوية بما فيه الكفاية لتكون السبب الرئيسي وراء الأدلة على التغيرات التطورية التي نشهدها في الطبيعة.
وبذلك تختلف تلك الأطروحات عن بعض الأطروحات الأخرى التي تنفي حدوث التطور على نطاق واسع بأي شكل من الأشكال، ومن الأمثلة عليها فرضية الخلق أو الخلقية التي لا تطرح آليات بديلة للتغيرات التطورية، بل إنها تنكر حدوث التغيرات التطورية من الأساس. ورغم ذلك لا تنفي جميع أشكال الخلقية حدوث التغيرات التطورية، إذ أن مؤيدي التطور الإلهي ومن أبرزهم عالم الأحياء آزا غراي يعترفون بالتطور ودوره في تشكيل تاريخ الحياة على الأرض طالما أن تلك العملية تخضع لتأثير إله واحد أو عدة آلهة بشكل هادف.
أولئك الذين تقبلوا حقيقة التطور مع رفضهم آلية الانتقاء الطبيعي التي طرحها تشارلز داروين كانوا يرحبون بتفسيرات بديلة للتطور مثل اللاماركية ونظرية الكارثة واستقامة التطور والحيوية والبنيوية والتطفرية. أدت عدة عوامل مختلفة إلى رفض الداروينية والاستعاضة عنها بتفسيرات أخرى. فمثلًا، لم ترق آلية الانتخاب الطبيعي التي تشدد على أهمية الموت والمنافسة لبعض الطبيعانيين لكونها غير أخلاقية على حد اعتقادهم، وبذلك أفسحوا المجال بعض الشيء للغائية البيولوجية أو مفهوم التقدم في تطور الحياة. أبدى بعض أولئك المعترضين على نظرية الانتقاء الطبيعي اعتراضهم على أسس دينية. بينما شعر البعض الآخر أن التطور عملية خطية بطبيعتها ولذلك فالانتقاء الطبيعي وحده ليس كافيًا لتفسيرها. بينما رأى الآخرون أن الطبيعة بما يشمل تطور الحياة تتبع أنماط منظمة لا يمكن للانتقاء الطبيعي أن يفسرها.
وبحلول مطلع القرن العشرين حظيت نظرية التطور بقبول العلماء على نطاق واسع، إلا أن أقلية منهم لم تقتنع بعد بالانتقاء الطبيعي. طُرحت عدة نظريات بديلة لنظرية التطور، ولكن سرعان ما نبذ علماء الأحياء بعض تلك النظريات مثل استقامة التطور واللاماركية والحيوية لأنها لم تقدم أي آلية لحدوث التطور. طرحت التطفرية آلية ولكنها لم تحظى بقبول العلماء. وبعدها بجيل واحد برزت نظرية الاصطناع التطوري الحديث التي أطاحت بكل النظريات المنافسة للداروينية تقريبًا، ورغم ذلك عادت بعض تلك النظريات للحياة بعد اكتشاف آليات لها على المستوى الجزيئي.