حقائق ورؤى حول باستوريل تيودوريانو

باستوريل تيودوريانو، أو ببساطة باستوريل (وُلد باسم ألكسندرو أوزفالد تيودوريانو؛ 30 يوليو 1894 – 17 مارس 1964)، كان كاتبًا فكاهيًا وشاعرًا وذوّاقًا رومانيًا، وهو شقيق الروائي يونيل تيودوريانو وصهر الكاتبة شتيفانا فيليسار تيودوريانو. عمل في العديد من الأنواع الأدبية، ولكنه اشتُهر بنصوص المحاكاة الساخرة (الباروديا) والحِكَم الساخرة، وبدرجة أقل بأبياته الشعرية الرمزية. تعود أصول باستوريل إلى الثقافة الإقليمية لمولدافيا الغربية، التي أصبحت مصدر إلهامه الأدبي الرئيسَ، وكان كاتبًا معتدًّا بآرائه، وبوهيميًا شهيرًا بشرب النبيذ، وبطلًا حربيًا مُقلَّدًا بالأوسمة. عمل مع المجلات الأدبية المؤثرة في عشرينيات القرن العشرين، متنقلًا بين مجلّتَي غانديرا «التفكير» وفياتا روماناسكا «الحياة الرومانية»، وأقام علاقات معقدة مع صنّاع الرأي الأدبي مثل جورج كالينيسكو.

بعد بداية فاشلةٍ بل مُخزيةٍ في الدراما، أتقن تيودوريانو عمله في الهجاء، إذ أنتج مواد استهدفت المؤرخَ السياسي نيكولاي يورغا والباحثَ الأدبي جورج باسكو، بالإضافة إلى نقد الطعام الذي تحوَّل إلى الأدب الفنتازي. باعتباره منتسبًا إلى تارا نواسترا «بلدنا»، فقد فضّل نوعًا من القومية الرومانية يتعارض مع تلك الخاصة بِيورغا. تناولت قصصه المصورة المتنوعة، سواء أكانت هدّامة أم تأملية، القضايا الاجتماعية والسياسية لفترة ما بين الحربين، وأكملت في بعض النواحي أعمالَ أيون لوكا كاراجياله. في ثلاثينيات القرن العشرين، مستلهمًا بقراءته لأعمال أناتول فرانس وفرانسوا رابليه، نشر أيضًا قصص «مأساة المَزَّاح» («جيستر هارو») الشهيرة، ساخرًا من تقاليد الروايات التاريخية وأدب عصر النهضة. بلغت مسيرته ذروتها في عام 1937 حين تلقى الجائزة الوطنية، وهي واحدة من أرقى الجوائز في رومانيا.

عمل تيودوريانو مُروِّجًا (داعيةً) خلال الحرب العالمية الثانية، داعمًا مشاركة رومانيا على الجبهة الشرقية. منذ عام 1947، تعرّض باستوريل للتهميش والمراقبة الحثيثة من قبل النظام الشيوعي، إذ بذل جهدَه لتكييف أسلوبه وسياساته، ثم انساق إلى علاقة غامضة مع الشرطة السرية الرومانية (سيكيوريتات). وراء هذا التوافق الظاهري، ساهم في ظهور أدب سري مناهض للشيوعية وشفهي إلى حد كبير. في عام 1959، ألقت السلطات الشيوعية القبض على تيودوريانو، وخضع لمحاكمة شكلية أكبر خاصة بالمقاومين الفكريين الرومانيين. أمضى نحو عامَين في السجن، وعاود الظهور بصفته كاتبًا تقليديًا. توفي بعد ذلك بوقت قصير، دون أن تتم إعادة تأهيله بالكامل. ظلت أعماله بعيدة عن متناول القرّاء إلى حد كبير حتى الثورة الرومانية عام 1989.

قراءة المقال الكامل على ويكيبيديا ←